هلال.. الدكتور هلال
أُشهرت جمعية الهلال الأحمر الكويتي قبل 58 عاماً، على يد مجموعة من رجالات الدولة. وكغيرها من جمعيات الإغاثة والعون، تلخصت أهدافها في تقديم الرعاية الاجتماعية والصحية للفئات المحتاجة، والمساهمة في عمليات الإنقاذ من الكوارث، وتوفير الإسعافات الأولية، وتقديم المساعدة والحماية للجرحى والأسرى والمنكوبين من جراء الحروب، وإيصال المعونات للضحايا وأهاليهم، وغير ذلك من أعمال اجتماعية وإنسانية مهمة.
ترأس الجمعية عند تأسيسها الراحل عبدالعزيز الصقر، ثم خلفه العم برجس حمود البرجس، قبل أن يصبح الدكتور العزيز هلال الساير رئيس مجلس إدارة الجمعية، المؤلف حالياً منه، ومن أنور الحساوي نائب الرئيس، ومها البرجس الأمينة العامة، وعبدالله الحميضي، وحمد البحر، ومحمد النخيلان، وخالد الصبيح، ووليد النصف، كأعضاء، ويدعم عمل الجمعية جيش صغير من العاملين والمتطوعين، الذين نجدهم دائماً في الصفوف الأمامية، والذين لا يتسع المجال لذكر كل أسمائهم.
* * *
لا تزيد معرفتي بالدكتور الإنسان هلال الساير، والإنسانة الرائعة مها البرجس عن بضعة لقاءات اجتماعية جميلة، إلا أن سمعتهما كناشطين في الخدمة الاجتماعية، وسابق خبرة الدكتور هلال كطبيب، وما أصبحت تعنيه جمعية الهلال الأحمر الكويتي تحت إدارتهما، تجعلني أشعر بالفخر ككويتي، لما كسبته هذه الجمعية من احترام محلي ودولي وثقة بقدراتها. وهذا ما دفعنا، عند تأسيس جمعية الصداقة الكويتية الإنسانية إلى أن نحدد في نظام الجمعية الأساسي أن أموال الجمعية، إن تم حلها لأي سبب كان، ستؤول إلى جمعية الهلال الأحمر الكويتي، وجاء ذلك من منطلق ثقتنا بالجمعية، وبمن يتولون أمورها.
* * *
تعتبر «الهلال الأحمر» الجهة الوحيدة، ربما، التي يمكن الاعتماد عليها في إيصال الأموال ومواد الإغاثة، خصوصاً إلى خارج الكويت «دون شكوك»، لشبه استحالة معرفة أين وكيف تصرف المعونات المالية في الخارج.
ثقتي بالجمعية تعود للأسباب التالية:
رفضها استقطاع نسبة عالية من أموال التبرعات التي تردها، كما تفعل كل الجمعيات «الخيرية»، بخلاف جمعية الصداقة الكويتية الإنسانية، بل تكتفي «الهلال الأحمر» باستقطاع نسبة بسيطة جداً لتغطية أعبائها المالية الضخمة، المتمثلة في إيصال المعونات العاجلة لمحتاجيها على حسابها، مع ما يتطلبه ذلك من مرافقة ممثلي الجمعية لكل شحنة، والإشراف على إيصالها لمستحقيها بأفضل صورة ممكنة. ولذا اخترنا، والصديق يعقوب الجوعان، وأصدقاء آخرون، «الهلال الأحمر» لإيصال تبرعاتنا من المستلزمات الطبية لأهالي غزة، بمبلغ قارب 100 ألف دولار، ولم يطلب منا المشرفون على الهلال مثلاً تغطية تكلفة شحنها وتوزيعها، ولا حتى تغطية تكلفة المخاطر التي يتعرض لها ممثلوها أثناء إيصالها وتوزيعها على المحتاجين في منطقة خطرة كقطاع غزة.
كما أن جمعية الهلال الأحمر، وحتى بعد مرور ستين سنة على تأسيسها، احتفظت بسمعة طيبة وسجل إنجاز ناصع وخالٍ من التورط في أي قضايا غير مقبولة، ولم تلحقها فضائح السرقات، التي طالت الكثير من الجمعيات، الشبيهة بها.. أهدافاً!
كما أن جمعية الهلال تطوعية ولا تهدف للربح، وبالتالي لم تلجأ يوماً إلى ما أصبح يشاع عن لجوء بعض الجمعيات الخيرية، التي أعلنت عن إرسال مواد إغاثة إلى هنا وهناك، لشراء المعونات من «جهات معينة»، خصوصاً أن رقابة وزارة الشؤون لا تطول غالباً هذه الجزئية من عمل الجمعيات.. الخيرية!
* * *
ستعلن «جمعية الصداقة الكويتية الإنسانية»، خلال يومين، عن بدء حملتها لجمع التبرعات لضحايا غزة، وستقوم بتسليم كامل ما سيتم جمعه، من دون أي استقطاعات، وتحت إشراف وزارة الشؤون، لجمعية الهلال الأحمر الكويتي.
أحمد الصراف