الأمين غير المعلق ولا المطلق
تولى السيد بدر الرفاعي أمانة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عام 2002. وبحكم منصبه، فانه يرأس تحرير كل اصدارات المجلس مثل: عالم المعرفة، عالم الفكر، الثقافة العالمية، ابداعات عالمية وجريدة الفنون. ويقال انه الوحيد الذي استن سنّة تقاضي «الأمين» مكافأة سنوية مقابل قيامه بعمل من صميم واجباته! كما انه يترأس، بحكم منصبه، كل مهرجانات المجلس الوطني واحتفالاته كالقرين الثقافي والمسرح ومعرض الكتاب والمهرجان الصيفي الثقافي والموسيقى وغيرها داخل الكويت وخارجها، والى هنا والأمر يتعلق بطريقة صرف ـــ ربما غير سليمة ـــ أموال المجلس على مكافآت ومنح ومصاريف غير ضرورية، وهذه لها من يراقبها، ولكن ما يزعج حقا أن جميع اصدارات المجلس الوطني متوقفة منذ ما يزيد على ستة اشهر بحجج سخيفة، الأمر الذي أثار ويثير تساؤلاً وعلامات استفهام كبيرة عن الدور الثقافي العربي الذي طالما اشتهرت به الكويت، خاصة بعد أن تخلى المجلس عن أي احتفالية فكرية، وتحولت مهرجاناته الى استضافات لأصدقاء ومقربين، وهذا لم يحدث من فراغ بل بسبب وضع غالبية أنشطة المجلس في أيد غير مؤهلة، بعد أن تم التخلص من الكفاءات من أمثال الروائيين وليد الرجيب وطالب الرفاعي، الموسيقي صالح حمدان، الممثل محمد المنصور والتشكيلي هاشم الرفاعي، اضافة لغيرهم ممن استقالوا أو طفشوا او جمدوا.
انتهت مدة الأمين العام في سبتمبر الماضي، وطلب وزير الاعلام من مجلس الوزراء عدم التجديد، وتمت الموافقة على طلبه، وتم اقتراح بعض المرشحين، ولكن قبل الموافقة على أحدهم، وكما يشاع، تدخل الشيخ أحمد الفهد، لقربه من الأمين، وطلب تجميد قرار انهاء الخدمة لأجل غير مسمى، وهنا لم يستطع وزير الاعلام فعل شيء!
ان المجلس الوطني في حالة يرثى لها، فاما تعيين من فيه الكفاءة لمثل هذا المنصب الحساس والبالغ الأهمية، الوطن مليء بهم، او الاعتراف بالعجز والتجديد للأمين الحالي ليستمر الوضع الحالي، وان بطريقة رسمية هذه المرة، فبقاء الوضع على ما هو عليه خارج المحاسبة تماما!