المال للفن
قام مجموعة من الشباب، روحا وجسدا، من الكويتيين العتاق في حبهم لوطنهم بتأسيس شركة تهدف لتشجيع وإنتاج وإخراج المشاريع الثقافية من دون النظر لعامل الربحية كثيرا، وكان ذلك قبل خمس سنوات، استطاعوا خلالها الاهتمام بعديد من المواهب في المسرح والموسيقى والفن التشكيلي، وخلق اتصال بينهم وبين موهوبي دول عدة. وقد تمكن هذا المشروع حتى الآن من إنتاج مسرحيتين خارج الكويت، الأولى «رسالة إلى هاملت»، والثانية «ريتشارد الثالث»، من إخراج المبدع العالمي سليمان البسام!
وقبل عام فكر المؤسسون بإنتاج مسرحية تتطرق لبعض الظواهر السلبية في الكويت، ومن هنا وقع الاختيار على نص مسرحية ترتوف للعبقري الفرنسي موليير، لتكون أول إنتاج محلي، وتم بالفعل الطلب من الزميل المبدع جعفر رجب إجراء التعديلات المناسبة على النص، وتكويته بطريقة مناسبة، وهكذا خرجت للوجود مسرحية «حيال بو طير» من إخراج البسام، وإنتاج شاكر ابل بالتعاون مع الإعلامي باقر دشتي، وبطولة الفنانين سعد الفرج، هدى الخطيب، مناضل داود، فيصل العميري، أحمد ايراج، فاطمة الصفي، شوق، نصار النصار، والمسرحية تتطرق لموضوع المتاجرة بالدين وكذب الكثيرين منهم، وبأسلوب مغاير لما اعتدنا عليه، خاصة وأن سليمان البسام أصبحت له بصمة عالمية لا يمكن تجاهلها بسهولة.
ولأسباب خاصة لم يجز النص وقتها في الكويت، وبالتالي عرضت المسرحية على أحد مسارح الحمرا في بيروت في شهر يوليو الماضي، وكانت لحظات جميلة عشتها وأنا منبهر من أداء الجميع، وقد أضحكني فيصل العميري كثيرا، وكنت بحاجة للضحك، كما بهرني نصار النصار بتمثيله، فقد كان فله وفلته، أما الآخرون فقد كانوا كالعادة عمالقة في كل شيء.
كما سعدت كثيرا بالفرقة الموسيقية التي صاحبت التمثيل بأدائها الجميل، والتي تكونت من المطرب الواعد سلطان مفتاح، وعازف العود فيصل البلوشي، وعازف الأورغ زياد زمان، والإيقاع لأحمد الدبوس وعبدالله المطيري.
وقد أعلمني أحد مسؤولي الشركة، أو الفرقة أن النص أجيز اخيرا للعرض في الكويت، ولكن وزارة الإعلام تحفظت على «القفلة الأخيرة» للمسرحية والتي تحمل الزبدة أو الخلاصة، ونتمنى أن تثمر الجهود عن إجازتها كاملة، فهي مسرحية جميلة، وتختلف عن كثير من الإسفاف الموجود، وتعيدنا إلى التاريخ الجميل للمسرح الكويتي الرائد، والذي طالما اشتهرنا به!
وجدير بالذكر ان المهارات والخبرات التي ساهمت في هذا العمل الفني الكبير الذي سنكتب عنه مرة أخرى عند اقتراب موعد عرضه في الكويت، قد قدمت من الكويت والإمارات والعراق ولبنان وفرنسا.
***
• ملاحظة: تلقيت قبل يومين دعوة شخصية من «حدس»، الاسم الحركي لحزب الاخوان المسلمين التابع للتنظيم العالمي للاخوان، لتهنئتهم في مقرهم بشهر رمضان، لم ألبّ. الدعوة لانها تضمنت عدم اصطحاب نساء! وهنا نتمنى ألا يكون صاحبنا نفسه خلف فكرتها لاقناعي بفكرة توقيع ميثاق الشرف!