كان جميلاً حقاً رؤية رئيس وزراء حكومة الكويت ممتطياً دراجته الهوائية، مشاركاً أبناءه المواطنين وأخواته ومن في عمر أحفاده فعالية «يوم الكويت الرياضي» التي نظمتها الهيئة العامة للرياضة على جسر الشيخ جابر الأحمد، بمشاركة نحو 13 ألف متسابق ومتسابقة تحت رعايته، وبمشاركة وزراء ومسؤولين ودبلوماسيين، وشخصيات معروفة.

ولنا ملاحظاتنا على هذه المناسبة الجميلة:

1. مشاركة سمو الرئيس الشعب في مثل هذه المناسبة، وحرصه على أن يكون بهذا القرب، ولساعات طويلة، معهم أمر نادر الحدوث بالفعل، ونتمنى أن يستمر ما يماثل هذه الفعالية بين الفترة والأخرى.

2. وصف البعض المناسبة بأنها دليل على الوعي الرياضي والصحي في البلاد، مبالغ فيه! فالحقيقة أن غالبية الأمة تشكو من الترهل ومن سلسلة من الأمراض «الكويتية»، وسبق أن شكك السفير عبدالحميد البعيجان، ساخرا، من حقيقة انتمائي، بعد أن اكتشف أنني لا أشكو من ضغط الدم ولا من الكوليسترول ولا من السكّر، فكيف أكون إذا «كويتياً»؟!

كما ورد في صحف أمس تصريح للدكتورة عبير البحوة، مديرة تعزيز الصحة، ذكرت فيه أن نسبة الخمول البدني في الكويت ارتفعت إلى نحو %61 للذكور %75 للإناث، مع ارتفاع وتزايد في معدلات السمنة ومرض السكري في البلاد، ومتوقع ارتفاع النسب خلال رمضان. كما بلغت نسبة الخمول لدى المراهقين %84 (وقد تكون الأعلى في العالم). والخمول هو بوابة الكثير من الأمراض المزمنة. وبالتالي يحتاج الشعب لتوعية صحية وأخلاقية حقيقية، فلولا وجود كبار المسؤولين في الفعالية لتغيب ثلثا المشاركين عنها، ويكفي أن وجودهم الجميل «أخرس» أصوات الكثير من المتخلفين الذين طالما هاجموا مثل هذه المناسبات، وسكوتهم دليل واضح على نفاقهم الكريه!

3. كما بينت الفعالية أننا سباقون، ربما، للمشاركة في مثل هذه الأنشطة، ولكننا لا نتردد في تخريبها بترك كل ذلك الكم من المخلفات والقمامة خلفنا، فغالبية المشاركين تزودوا بالماء والمأكولات الخفيفة، لكن بعضهم لم يتزود بما يكفي من الأخلاق والحرص على صحة البيئة، حيث تخلصوا مما بأيديهم دون مسؤولية، فجرفت الرياح الشيء الكثير منها لمياه البحر. وربما لا يلام بعضهم، فقد قصرت البلدية، بمديرها الجديد، عن المشاركة في المناسبة بطريقة فعالة، من خلال توفير سلال القمامة طوال طريق المسيرة، وعندما انتهت أرسلت مجموعة من العمال لالتقاطها بأيديهم (!!)، ولمسافة كيلومترات، فأين ذهبت الآليات؟

4. نعم نحن بحاجة ماسة لمثل هذه المناسبات والمشاركات، وبحاجة في الوقت نفسه لنشر الوعي واحترام حقوق الغير ونظافة البيئة، مثلما نحتاج للأخلاق عند ممارستنا للعبادة، فلا يجوز في شهر الصيام والصلاة أن يقوم المصلون بإغلاق بعض الشوارع وإيقاف سياراتهم في أماكن مخالفة، فأداء الفريضة لا يعطي أحداً الحق في مضايقة غيره وتعطيل أعماله من خلال عرقلة حركة السير، لكن «الشرهة» على الشرطة التي ترددت منذ نصف قرن عن تحرير مخالفة وقوف واحدة بحق هؤلاء!

أحمد الصراف