قراءة سريعة في النتائج
جاءت نتائج انتخابات مجلس الأمة، التي تابعها الكثير من الإخوة الأشقاء بحسرة، وربما بحسد، ولا يلامون على ذلك، جاءت أفضل مما توقع الكثيرون.
غردت قبل خمسة أيام قائلاً إنني كنت سأعطي صوتي الانتخابي لخمسة مرشحين؛ مرزوق الغانم، وعبدالوهاب العيسى ومهلهل المضف وجنان بوشهري، وأحمد الفضل، هذا في حال كانت الكويت دائرة واحدة، وكان لي حق اختيار خمسة نواب!
* * *
النتائج النهائية لم تخيِّب آمالي، وتطلعات أي وطني محب للكويت، حيث نجح الخمسة، وحصل بعضهم على أعلى عدد من الأصوات، وسيشكل فوزهم علامة فارقة في المجلس القادم، وسيعملون، باتفاق مسبق أو بغيره، مع من سينضم لهم من نواب آخرين، وأبرزهم النائب الجديد محمد عباس جوهر حياة، كفريق قوي ضد أي محاولات لتخريب عمل المجلس، وسيتصدّون حتماً للمعارضة الفاشلة، والقضاء على أجندتها الخايبة.
يتميز هذا الفريق الخماسي، مع إضافة النائب محمد عباس جوهر حياة لهم، مع الاحترام لبقية النواب، بكونه غير مدين بنجاح أي فرد فيه لغير شخصه وجهود العاملين معه. فلم يكن للمال، وأعني المال السياسي، أي شراء أصوات الناخبين، أي دور في نجاح أي منهم. كما أنهم نجحوا دون أن تقف قوى قبلية أو طائفية خلفهم، ولم تسندهم أية أحزاب دينية أو مدنية لتحقيق نجاحهم وحصولهم على تلك الأرقام البارزة.
تميزت الانتخابات بعودة جزء كبير من الوعي للشعب الكويتي، فلأول مرة، منذ ستين عاماً، يغير الناخب توجهاته بتلك الصورة الإيجابية، خاصة في ما يتعلق بالموقف من مرشحي الإخوان المسلمين، حيث بينت نتائج الانتخابات سقوط عدد غير مسبوق من مرشحيهم. وهذا دليل ليس فقط على عزوف الناخبين عنهم، بل بالأحرى كراهيتهم لممثلي حزب الإخوان المسلمين، فرع الكويت، ومناصريهم، علناً أو خفية، وهذا مؤشر مهم يدل على أن الغشاوة التي كانت على أعين الكثير بدأت في الانقشاع، بعد اكتشافهم حقيقة أن ولاء هؤلاء هو لمرشدهم «الأعلى» وتنظيمهم الدولي الشرير، وليس لما يفترض منهم.
الطريف أو اللافت أن سقوط أربعة من مرشحي الإخوان في الانتخابات لم يدخل السرور لقلب أمثالي فقط، وما أكثر كارهي الإخوان بيننا، بل كان سرور «جماعة السلف» مضاعفاً، وكانوا أكثر سعادة بالنتائج، فالأحزاب الدينية تكره بعضها أكثر من كراهيتها لغيرها، لأن كل حزب ديني يشكل خطراً سياسياً ومالياً كبيراً على الآخر، أما المواطن المدني فلا يشكل خطراً حقيقياً على مصالحهم المالية الضخمة ولا السياسية الواسعة!
نتمنى استمرار اكتشاف حقيقة الأحزاب الدينية، والإخوان بالذات، وأن تشكل النتائج بداية دحرهم والقضاء عليهم تماماً، لما يمثلونه من خطر أمني واقتصادي، واستنزاف مالي، وقبلها لما يمثلونه من خطر أخلاقي.
ملاحظة: طوال التاريخ الانتخابي للكويت، لم يواجه مرشح ما واجهه أحمد الفضل من هجوم وتشويه وطعن في أخلاقه وفي ذمته المالية وأصله، فقد اتفقت غالبية المجاميع المتخلفة على معاداته ومحاربته، لكنه صمد، بقوة شخصيته ونزاهته، وجهود المخلصين الذين وقفوا معه، متصدين جميعاً لأكبر وأكثر حملة قذرة ضد مرشح في تاريخ الانتخابات النيابية.
وعليه سأقوم بدعوة ناخبي النائبين جنان بوشهري وأحمد الفضل لحفل استقبال في فندق الشيراتون «السانت ريجيس»، لتهنئتهما بالفوز، وذلك خلال الأسبوع القادم.
أحمد الصراف