مصابيح «خاجة»
قام الإعلامي المعروف علي خاجة ببث رسالة من خلال قناة القبس حذر فيها من الاستخدام المفرط لإضاءة الـled، وكيف أنها فرضت على العالم مؤخرا، وحلت محل مصابيح الإضاءة التقليدية، بسبب عمرها الطويل، وقدرتها على توفير الطاقة!
لتعزيز وجهة نظره ذكر مراجع مهمة أكدت خطورة التوسع في استخدام مصابيح الليد أو led وهي اختصار لـlight emitting diode لتأثيراتها السلبية على الإنسان جسديا ونفسيا. استدرك بعدها وقال انه قام بفبركة الخبر بكامله، ولخص رسالته بأن على المشاهد عدم تصديق كل ما يرده على وسائل التواصل، فالعالم أصبح أكثر خطورة، فوسائل الإعلام السابقة كانت تعمل فلترة للأخبار وتبذل في سبيل ذلك جهدا كبيرا لكي لا يصل غير الصحيح للقارئ أو المستمع، أما الآن فقد أصبح بمقدور أي «مجنون أو مهووس» خلق ما يشاء من فيديوهات وادعاء ما يعن على خاطره من هلوسات، لمصلحة شخصية، عقائدية أو سياسية أو مادية، أو لكونه مريضا نفسيا!
* * *
لفت الصديق م. سامي البحيري نظري إلى حقيقة أن ما ذكره الأخ خاجة غير دقيق، فمصابيح led أصبحت في زمن قصير الأكثر استخداما، لكن لا يعني ذلك أنها آمنة تماما. فبالرغم من أن هذه المصابيح لا ينبعث منها أي ضوء فوق بنفسجي ضار، فان الأبحاث بينت أن الضوء الأزرق الصادر عنها وعن شاشات العرض والهواتف والأجهزة اللوحية والتلفزيون تشكل خطورة على من يتعرض لها. فالضوء الأزرق يحفز على إنتاج الميلانوبسين، وهو هرمون يوجد في الأعين يعزز اليقظة. ويحتوي ضوء النهار الطبيعي على محتوى وفير من الضوء الأزرق، ويُعتقد أن الميلانوبسين يساعدنا على تنظيم الإيقاعات البيولوجية مع استراحة النهار وبدء التعرض لضوء النهار الطبيعي. ومصابيح led تحتوي على كمية كبيرة من الضوء الأزرق، ومصدر القلق هنا أن التعرض المفرط لها خلال ساعات المساء سوف يتسبب في استمرار إنتاج أجسامنا للميلانوبسين، الذي يصعب التخلص منه. فخلال ساعات المساء، تتوقع أجسامنا الطبيعية أن يتضاءل التعرض للضوء الأزرق، ولكن من خلال الاستمرار في استخدام أجهزة led الغنية بالضوء الأزرق، فإننا نقوم بتغيير الساعة البيولوجية الطبيعية في أجسامنا. وبالتالي يمكن القول ان الضوء الأزرق في مصابيح led يشكل مصدر قلق صحي، خاصة إن كان المصباح أو المصدر قريبا من الوجه. كما لطول فترة التعرض دور أيضا في زيادة المخاطر، خاصة في ساعات الليل المتأخرة، وهذا ما يحصل مع من يدمنون مشاهدة البرامج على النقال وهم في السرير، قبل النوم. وبالتالي من المهم جدا اختيار النوع المناسب من مصابيح led للاستخدام خلال ساعات المساء، فهناك لمبات مصممة خصيصًا للحفاظ على صحة الساعة البيولوجية، وهذا ما لا يهتم به الكثيرون. وعلينا أن نختار لمبة بدرجة حرارة لون 2700 كلفن أو أقل، ويفضل 2400 كلفن، وتجنب مصابيح led التي تزيد على 3000 كلفن و/أو التي تحمل علامة «أبيض ساطع» أو «أبيض محايد» أو «أبيض بارد» أو «أبيض نهاري»، حيث ان هذه الأضواء عمومًا سيكون لها لون أبيض ناصع وصارخ، وتحتوي على كمية كبيرة من الضوء الأزرق في طيفها.
على الرغم من كل الضجيج حول كون الضوء الأزرق يشكل خطرًا، فمن المهم أن نتذكر أن مخاطرها تقتصر على التعرض المفرط لها خلال المساء.
الكلام في هذا الموضوع طويل ويحتوي على معلومات قيمة يمكن معرفتها بالبحث في المصادر الصحيحة على الإنترنت، والخلاصة أن لمصابيح الليد مخاطرها، وليست آمنة تماما.
أحمد الصراف