بنك HSBC في الشرق الأوسط
يعتبر مصرف hsbc واحدا من أكبر مصارف العالم، وتعني الحروف الأولى من اسمه «المؤسسة المصرفية لهونغ كونغ وشانغهاي».
بدأت قصة نجاح هذا البنك عام 1959 عندما قام بشراء كامل حصص الملكية في البنك البريطاني للشرق الأوسط، وكانت تلك تذكرة دخوله لواحد من أسرع أسواق العالم نموا.
تأسس البنك البريطاني في لندن عام 1889، وكان اسمه حينها «بنك فارس الأمبريالي» أو the imperial bank of persia، وأسسه البارون جوليوس دي رويتر، مؤسس وكالة أنباء رويترز الشهيرة، والذي حصل على حقوق الامتياز لمصرفه من شاه إيران لستين عاما، يحق له خلالها طبع وإصدار عملة البلاد الوطنية والعمل كبنك للإمبراطورية الفارسية، وصدر له ترخيص من الحكومة البريطانية وقتها بهذا الشأن، وتمكن البنك في الفترة من 1889 وحتى 1920 من فتح 26 فرعا في مختلف المدن الإيرانية. وفي الفترة من 1930 وحتى نهاية أربعينات القرن الماضي شهد البنك تغيرات عدة، حيث تنازل عن حق إصدار العملة الوطنية لـ «بنك ملي» الحكومي. كما غير اسمه إلى «بنك إيران الإمبراطوري»، بعد أن ألغت الحكومة تسمية فارس واستبدلتها بــ«إيران» الأكثر تمثيلا لبقية فئات الشعب. وفي عام 1949 أجبرت الحكومة الإيرانية البنوك الأجنبية على التنازل عن %55 من ملكيتها لبنوكها. ثم تبعت ذلك بقرار منع البنك من تداول النقد الأجنبي فلم يجد أصحابه بدا من إغلاق أبوابه في طهران عام 1951، ولكن ليس قبل أن يحتاط لنفسه ويتوقع مثل هذا اليوم، حيث قام بفتح فروع عدة خارجية في الكويت عام 1942، والبحرين 1944 ودبي 1946 وبعدها في مسقط وبيروت ودمشق وعمان، وهذه التغيرات حصلت جميعها تحت تسمية «البنك البريطاني لإيران والشرق الأوسط»، وأزيل من الاسم «إيران» بعد خروج البنك منها عام 1952.
ومع سيطرة hsbc على البنك البريطاني قام بالتوسع أكثر وفتح فروعا في السعودية والشارقة وأبوظبي والعراق وتونس والمغرب وليبيا وعدن، وهذا أتاح له العودة لإيران، وإن لفترة قصيرة، حيث أممت المصارف الأجنبية جميعها عام 1979. كما أجبرها التأميم على ترك دول عديدة أخرى بعدها مثل سوريا، العراق، عدن، ليبيا وفي العديد من الدول النفطية. ودخلت في مشاركات فعالة في السعودية ومصر، ولا تزال.
وفي عام 1994 قام البنك بنقل مركزه الرئيسي لجزيرة جيرسي البريطانية، وغير اسمه في عام 1999 ليصبح shbc للشرق الأوسط.
قد لا تعني هذه المعلومات الكثير للبعض ولكنها تتضمن حنينا لزمن مضى، خاصة لأولئك المصرفيين القدماء من أمثالي، ومن لا يزال على قيد الحياة من موظفي البنك البريطاني للشرق الأوسط، والذين لا بد أن يكونوا في التسعينات من أعمارهم!