أنا امرأة عربية ومسلمة
«.. تعاني طيور خليج المكسيك، الملطخة بالبترول والسواد، ونساء بلدي، من الظروف المأساوية نفسها..»!!
(وجيهة الحويدر).
***
أنا إنسان سعيد بطبعي، ولو كنت أؤمن بالحظ، لقلت انني صاحب حظ عظيم، فحياتي العملية التي بلغت نصف قرن تقريبا، كانت سلسلة من النجاحات المتواصلة، وحتى فترة غزو واحتلال الكويت من قبل صدام وشرذمته، لم تكن، على الرغم من كل منغصاتها، تخلو من لحظات نجاح وإنجاز على المستويين الشخصي والوطني، أقول هذا مع فشلنا، وطنيا وحكوميا، في استغلال تلك النجاحات لمصلحتنا!
ولو كان بإمكاني اختيار طريقة عيشي مرة أخرى لما غيرت في حياتي الكثير، فقد كانت، على بعضها، رائعة وجميلة، مع كل دموع الفراق وآلام الوجد وسهر الليالي وتنهدات الوحدة!
ولو حاولت أو فكرت أن أجد سببا لنجاحي وسعادتي في هذه الحياة لوجدت أن هناك عوامل مشتركة عائلية وشخصية عديدة، ولكن ربما يكون أكثرها أهمية وحسماً هو أنني ولدت ذكرا، وليس أنثى، في مثل هذا المجتمع الظالم والمتخلف والأناني. فكيف يمكن لامرأة، بشكل عام، في مثل هذا المجتمع أن تنجح في الحياة وأن تكون سعيدة، وهي مجرد امرأة؟ كيف يمكن أن تشعر بالسعادة أو الراحة أو الاحترام لذاتها وهي ترى جسدها وكيانها يباعان لمن لا تحب ولا تحترم، لكي ينتهكهما من تكره، وكيفما يشاء؟ كيف يمكن أن تعرف معنى الحياة وقيمة الكرامة، وقدرها شاء أن تجبر على ترك بيت أبيها وحضن أمها، وهي في سني مراهقتها الأولى، أو أدنى، لتذهب لبيت رجل لم تره أو تعرفه من قبل، ليهتك خصوصيتها بالطريقة التي تحلو له، ويجرح مشاعرها ويدفن أحلامها ويستعبد روحها ويعد أنفاسها؟ وكيف يمكن أن تنجح في الحياة وتشعر بالحرية إن كان صوتها عيبا وارتفاع نبرته فضيحة، وشعرها عورة ووجهها عورة وحديثها مع الغير عورة وخروجها من البيت خطيئة، وأن عليها أن تخجل وتستحي من مكونات جسدها وتخفي تكوراته، وألا تتباهى بأنوثتها وأن تتبرأ من دورتها الشهرية، الطبيعية، وتصمها، كما علموها، بــ«النجاسة»، لتكون تلك صفتها بقية العمر، وأن يشك في أمرها ونواياها ونظراتها وتصرفاتها، لأنها قد تجلب العار لزوجها، إن تزوجت، ولأبيها وأمها وعائلتها.... وربما تاليا لوطنها!!
أقول كل ذلك وأعتذر لجميع سيداتي وآنساتي بالنيابة عن بني جنسي!
***
ملاحظة: فكرة المقال مستوحاة من مقال «لم أعد أخجل» للزميلة نادين البدير.