دموع الدكتور أحمد البغدادي
صديقي العزيز أحمد الصراف، كيف أنت؟ أكتب لك هذه الرسالة والدموع تملأ عيني لما أمر به من صعاب، وأشعر بالألم لكتابة هذه الرسالة لك، وبالكاد يسعفني تفكيري لما هو صواب، وأتمنى ألا تخذلني، فأنا أمر بظروف مؤسفة، وبحاجة لمساعدتك المستعجلة، فقد سرقت أموالي وهاتفي النقال، وبحاجة ماسة لمبلغ 2500 دولار، أو أي مبلغ تستطيع أن تدفعه لي كدين أسدده لك عندما أعود للوطن.
كان ذلك مضمون رسالة وردتني على الإنترنت من شخص يطلق على نفسه اسم «الدكتور أحمد البغدادي»، وحيث ان الزميل البغدادي يتلقى علاجا في لندن، وحسب علمي ومعرفتي تأبى نفسه الكريمة التصرف بمثل هذه الطريقة، فقد كان من الطبيعي الاعتقاد بأن في الأمر ما يريب، ولهذا كتبت لذلك النصاب رسالة أشكره فيها على اللجوء إلي وطلبت منه إرسال عنوان مصرفه، فرد بذكر عنوان مكتب western union للصرافة، فكتبت له ثانية بأنني قمت بتحويل المبلغ كاملا له وأن عليه مراجعة الصراف يوم الخميس 2/18، وأعطيته رقما وهميا لحوالة مصرفية من الكويت. كما قمت في الوقت نفسه بالاتصال بصديق يعيش في لندن وشرحت له الوضع وطالبته بإعلام الشرطة بالحادثة، إن كان هناك ما يستوجب تدخلهم.
لقد اخترت عنوانا مثيرا، وربما مضللا، للمقال من أجل لفت انتباه أكبر عدد ممكن من القراء ودعوتهم لقراءته من أجل تحذيرهم من طرق النصب والاحتيال التي تتبع عن طريق الإنترنت، وكيف أصبحت هذه الوسيلة التعليمية والتثقيفية الجميلة مصدر رزق للكثير من المحتالين والباحثين عن ثراء سريع، ولكن هؤلاء لا يمكن أن ينجحوا ان لم يوجد من يصدقهم!