أربعة مطبات
1 ـــ توجد لدينا وزارتا صحة واشغال وهيئة عامة للبيئة ودوائر في البلدية معنية بإشغالات الطرق والنظافة العامة ويعمل فيها جميعا جيش من الموظفين المعنيين بنظافة الشوارع والسواحل والطرقات، ومع هذا وجد السفير الياباني ان هذا الجيش عار على الكويت وشعبها، ولهذا قام، ومجموعة من المتطوعين من مقيمين ومواطنين، بحملة لتنظيف جزء من شاطئ الشويخ!
ألا يمثل هذا العمل التطوعي، على الرغم من نبله، صفعة لنا جميعا؟ وألا يتضمن رسالة بأننا شعب غير نظيف وغير آبه بنظافة شواطئه، وربما نفسه؟ الا نخجل من قيام سفير دولة عظمى بمهمة تنظيف شواطئنا نيابة عنا وعن جيش موظفي الدولة الذين لم تنشف حناجرهم ولم تتعب حلوقهم عن المطالبة بزيادة الرواتب وتحسين العلاوات وإلغاء القروض عنهم؟
* * *
2 ـــ ورد في «السياسة» (9 ـــ 11) ان ثلاثة ملتحين من جماعة «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» في السعودية قاموا «بزيارة» الشاعر رشدي الدوسري، في مكان عمله في مدينة الدمام، واوسعوه لكما ولطما وشتما، ومن ثم اقتيد الى مركز الهيئة، حيث اعطي حفلة اخرى من الاهانات، قبل ان يتم اخلاء سبيله! حدث له كل ذلك لانه فاز بجائزة «الادب المعاصر» في مهرجان شعري اقيم في العاصمة البولندية وارسو! والسؤالان اللذان يطرحان نفسيهما امامنا طرحا هما: هل كان رجال «هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر» سيفقأون عين الشاعر مثلا لو لم تفز قصيدته بالجائزة الاولى؟ ام انهم كانوا «سيهتمون» بأمره بطريقة اخرى؟
ومتى سيأتي اليوم الذي سيضرب فيه الشعراء والادباء والكتاب في الكويت في اماكن عملهم، وعلى مرأى من زملائهم واهاليهم، على ما اقترفته ايديهم واقلامهم من كتابات لا تتفق وهوى اعضاء لجنة «مقاتلة الظواهر السلبية»؟
* * *
3 ـــ أخبرني صديق يتعامل مع «الجمعيات التعاونية» انها بدأت مؤخرا بفرض ضريبة على التجار تتمثل في اجبارهم على دفع مبلغ نقدي محدد كمساهمة في رحلات عمرة الجمعية! وقال ان التاجر يقوم عادة بإضافة مبلغ التبرع «القسري» لثمن مبيعاته للجمعية، مما يعني ان المستهلك هو الدافع الفعلي لتلك الضريبة التي تساهم بطريقة مباشرة في ارتفاع الاسعار. كما ان اصحاب واقرباء اعضاء مجالس ادارات هذه الجمعيات هم المستفيدون عادة من رحلات العمرة هذه، كما انها تساهم في زيادة شعبيتهم، ومن جيب المساهم والمستهلك! ولا ادري العبرة من قيام الجمعيات التعاونية بترتيب رحلات عمرة على حساب اعضائها.
* * *
4 ـــ تعليقا على مقال الامس المتعلق بشبهة تقاعس «جمعية اعانة المرضى» عن المطالبة بمبلغ الـ 12 مليون دولار، والذي سبق ان اتهم محاسب الجمعية بسرقته، فقد ذكر قارئ صديق أن المبلغ ربما لم يختلس ولكن تم «تهريبه» بتلك الطريقة المسرحية من الكويت لتمويل عمليات مشبوهة (!!!)
هل هناك من يود الرد على مثل هذا الاتهام الصريح؟