فريدة الحبيب وشطط الخصومة
من الممكن، احيانا، تفهم الشطط في الخصومة لأسباب تتعلق بنفسية الشخص وعلاقته بمن يخاصم أو يعادي، ولكن الأمر يخرج عن نطاق العقل والمنطق والخلق العام، عندما يكون الشطط في الخصومة فقط لأسباب مذهبية!!
***
النائب وليد الطبطبائي، الذي عين نفسه المدافع الأول عن قيم وأخلاق افراد المجتمع، تقدم بسؤال ظاهره بريء وباطنه غير ذلك، لوزير الصحة يتعلق بمدى مشروعية تعيين الدكتورة فريدة الحبيب، كاستشارية في وزارة الصحة بتارخ ،2007/11/20 على الرغم من انها كانت في عام 2000، عند استقالتها من الوزارة، بدرجة طبيبة 'مسجلة'!!
سارعت وزارة الصحة لاعداد رد كامل ومفصل على سؤال النائب وليد، وقامت 'القبس' بنشر الرد على صفحة كاملة بتاريخ ،12/13 تبين منه ان الدكتورة فريدة الحبيب لا تستحق فقط اعادة تعيينها بوزارة الصحة بوظيفة 'استشاري'، بل بين الرد كم كان مخجلا التشكيك في كفاءتها واحقيتها، علما بأنها كانت تحمل اللقب ذاته، عندما كانت تعمل في مستشفى القوات المسلحة، التابع لجهة حكومية، وكانت استشارية منذ عام 2002، وكانت تدير عيادتها الخاصة، وبموافقة من وزارة الصحة بالذات، كاستشارية!
علما بأنها حصلت على درجة الدكتوراه في الطب عام 1996، ولديها خبرة عملية تزيد على ربع قرن!! فأين كان السيد النائب طوال هذا الوقت؟، ولماذا لم يظهر شططه في الخصومة الا عندما اصبح همه الاكبر اقالة وكيل وزارة الصحة، الذي ربما كان حسب اعتقاده، السبب في اعادة تعيين الدكتورة الحبيب في الوزارة؟!
كان من الممكن جدا تفهم صدور مثل هذا السؤال الذي يتسم ببعض اللاأخلاقية، لو كان موجها من نائب لم يكرس نفسه، حسب ادعائه ،للقضايا الأخلاقية ومحاربة الموبقات والآثام والشرور الاجتماعية!! ولكن ان يصدر هذا الفعل من وليد الطبطبائي فإنه الفجور بعينه، ويبين بوضوح ان وراء السؤال اهدافا لا علاقة لها بالعمل البرلماني الشريف وبتقاليده العريقة، إن تبقى منها شيء في برلماننا.
لا نتمنى لنائب 'كنكون' غير الصحة البدنية وليس الوزارة، ولكننا على ثقة بأنه لو حدث واصيب بمرض القلب لوجدنا الدكتورة فريدة الحبيب، بتخصصاتها الطبية النادرة، اول من يقف بجانبه لتقديم العلاج له، وستنفرج اساريره وقتها عن ابتسامة اعتذار صفراء لا تنبئ بما بداخله من شطط غير مقبول في الخصومة.
وبعد كل هذا يتساءلون عن سبب هجرة الكفاءات الطبية العالية الى الخارج!!!