ملاحظات وأقل من مقال
-1 تقوم جريدة السياسة بين فترة واخرى باستضافة عدد من السياسيين او الكتاب للحديث في موضوع محدد. وكان التحقيق الاخير يتعلق باستجواب وزير الاوقاف من قبل السلفيين. ومن واقع اقوال واجابات من استضافتهم الصحيفة اخيرا، يتبين ان مآخذ هؤلاء واعتراضاتهم على بقاء الوزير في منصبه يتعلق بشيء واحد هو 'المال'، ولا شيء غير المال! فما يقوم بصرفه على جماعته، ومن الاخوان بالذات، من خلال مشروع الوسطية وغير ذلك من المشاريع الهلامية، من ارصدة الوقف وما قام مجلس الوزراء برصده له، يثير حسدهم! ومن ردودهم يبدو واضحا ان هؤلاء لم يكونوا ليعترضوا لو كان المعتوق قد خصهم بجزء من ذلك المال يتناسب وحجمهم!
***
-2 على الرغم من تأكيدات وزارة الداخلية وحملاتها على المتسولين وما قررته من تكليف لجنة امنية برئاسة العميد محمود الدوسري للقضاء على ظاهرة التسول عند اشارات المرور، وعلى الرغم من تأكيدات الوزارة الكتابية لنا منذ خمسة اشهر تقريبا بأن اللجنة لم تتوقف عن اداء مهامها، فان هذه الظاهرة المسيئة وغير الانسانية وغير الحضارية لا تزال في مكانها دون تغيير يذكر.
فالاطفال انفسهم يكبرون عاما بعد عام عند الاشارات نفسها والبيع لا يزال موحدا للمادة العطرية الرخيصة ذاتها، وبدلات المشاركة في اعمال اللجنة لا تزال تصرف نقدا لأعضاء اللجنة دون توقف!
***
-3 اصدرت وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية قبل اسبوعين قرارا منعت فيه العاملين بقطاع المساجد، من أئمة ومؤذنين وشاغلي الوظائف الدينية الاخرى، من العمل في الفترة المسائية او الصباحية لدى بعض الجهات الخارجية (غير الحكومية) دون الحصول على اذن قطاع المساجد، التابع للوكيل المساعد السيد القراوي، وذلك، كالعادة، حرصا على مصلحة العمل وانتظامه! وهذا يعني ان من تمنعه كرامته من طلب الاستثناء سيبقى من غير عمل اضافي قد يكون بأمس الحاجة اليه. ومن الواضح ايضا ان هذا القرار يشمل المؤذنين والائمة غير الكويتيين فقط!
من المخجل حقا ان نجد انفسنا، بعد كل هذه السنوات الطويلة من الصحوة الدينية، وكل هذا الصرف على تخريج عشرات آلاف الطلبة من كليات الشريعة والمعاهد الدينية ومراكز تحفيظ القرآن، عاجزين عن ايجاد العدد الكافي من المواطنين الذين يرضون بالعمل مؤذنين او ائمة، دون ان يقحموا انتماءهم السياسي في عملهم الديني، بحيث تضطر الوزارة لجلب مئات الائمة والمؤذنين من الخارج لأداء مهام لا يستغرق اداؤها غير دقائق في يوم عمل يزيد على 8 ساعات! ومن المؤلم ان نجد هذا المؤذن، وبعد قيامه بأداء واجب الاذان، لا يعمل شيئا، ولا يسمح له بعمل شيء، خصوصا ان لم يكن عربيا.
ان الخلل يقع فينا، والمشكلة عامة في مساجد ودور عبادة الكويت كافة، بلا استثناء!