انفجار نجم وانفجار عقل
أعلنت 'ناسا'، وما ادراك ما الناسا، أن تليسكوبا تابعا لها تمكن من رصد انفجار نجم ضخم في الفضاء الخارجي يعد اكبر من الشمس بواقع 150 مرة. وقال رئيس فريق الفلكيين في جامعتي تكساس وكاليفورنيا ان هذا الانفجار يعد امرا مألوفا في البدايات الاولى لنشأة الكون، وان انفجارا مماثلا قد يحدث في المجرة التي يتواجد بها كوكب الارض.
هذا عن انفجار النجم، اما عن انفجار العقل فقد تمثل في جملة الردود التي وردتني تعليقا على المقال المتعلق بمطالبتي بأن نكون انسانيين اكثر مع فئة الشاذين جنسيا، او المثليين.
ففي الخطاب الذي القاه الزعيم البريطاني البارز طوني بلير في منطقته الانتخابية شمال شرق انجلترا، بمناسبة اعتزاله السياسة بشكل نهائي، قال ان حكومته حققت الكثير طوال 10 سنوات، وان قانون إنصاف المثليين يأتي على رأس منجزاته.
اما عندنا فقد طالبني قارئ بالسعي الى اجتثاث افراد هذه الفئة، من المواطنين، من الارض! ولا اعرف كيف افعل ذلك، ان اتفقت معه.
وطالب ثان بأن نعاملهم كما عامل الله قوم لوط، وان نبعدهم عن وجه المجتمع، وكيف لي، او لنا ان نقوم بمهمة غيرنا!
وطالب ثالث بأن يتم حصر اعداد هؤلاء ومن ثم تخصيص منطقة سكنية خاصة بهم تكون تحت اشراف وزارة الشؤون والجيش!، بصرف النظر عن غرابة الطلب، لماذا الجيش، لا اعرف!
اما اكثر الردود رحمة فقد طالب مرسله بأن تحاول حكومتنا، بالتفاوض السري، اقناع دولة غربية او اكثر بقبول هؤلاء كلاجئين لديها في المرحلة الاولى ومن ثم تجنيسهم، خاصة انهم لن يشكلوا عبئا ماديا على تلك الدول، حيث يقترح ان تمنح الحكومة كل واحد من هؤلاء مليون دولار لمساعدته في التأقلم مع بيئته الجديدة، وهكذا نتخلص بطريقة انسانية من هؤلاء. واستطرد هذا الرحيم في اقتراحه قائلا: ان بإمكان اهالي واصحاب هؤلاء زيارتهم هناك و'التمتع' بصحبتهم!
كل هذه الردود 'اللطيفة والعاقلة والانسانية لم تخرج عن الحكم الشاذ وغير الكريم الذي اطلقه 'شيخ خطباء المجمعات التجارية' على افراد هذه الفئة عندما حرم عليهم التشبه بالجنس الآخر، وكأن خيار التشبه بأيديهم، وهم من يقرر في نهاية الامر الى اي جنس ينتمون!
لا شك اننا لسنا بحاجة لأن نكون انسانيين فقط، بل وان نكون عقلانيين ايضا. فكم الغازات السامة التي حشونا بها عقولنا قد تتسبب يوما ما في انفجارها.. مثلما انفجر ذلك النجم البعيد.