تمهل في رقصك
هل شاهدت الاطفال يجرون والسعادة تشع من عيونهم، او سمعت صوت ارتطام حبات المطر بالارض، ام رأيت طيران فراشة مضطربة او حملقت في ما تبقى من وهج الشمس وهي تختفي مع الليل؟ من الافضل ان تبطئ حركتك، وان لا ترقص بسرعة، فالوقت ضيق والموسيقى لن تعزف للأبد!
هذه بعض ابيات قصيدة شعر تم توزيعها على الانترنت وطلب صاحبها ارسالها إلى اكبر عدد. وذكر فيها ان كاتبة الابيات فتاة صغيرة مصابة بمرض خطير، وستغادر هذه الحياة قريبا. وان الرسالة ما هي الا محاولة اخيرة لانقاذ حياتها، حيث ان 'الجمعية الاميركية للسرطان' ستتبرع بثلاثة سنتات لتغطية مصاريف علاجها مقابل كل رسالة انترنت يتم توزيعها على الشبكة (!)
بالبحث هنا وهناك تبين لاحد مستلمي الرسالة، وبعد الاتصال بالجمعية الاميركية للسرطان، ان لا علم للجمعية بوجود مثل هذه الحالة، كما انها لم تعرض التبرع بأي مبلغ بهذا الخصوص. كما ان الدكتور الذي ورد اسمه ورقم هاتفه في الرسالة من جامعة 'ياشيفا' لا علم له بالأمر!
بالبحث اكثر في الموضوع تبين كذلك ان من الاستحالة اصلا على أي جهة معرفة عدد المرات التي تم فيها استلام واعادة ارسال رسالة محددة على شبكة الانترنت. وبالتالي كيف يمكن للجمعية، على فرض صحة الرواية، معرفة ما يجب عليها دفعه في نهاية الأمر؟
وعليه، فان الأمر بكامله خدعة سمجة ولا علاقة لها بمساعدة اي طرف. وتكرار حدوث مثل هذه الامور يؤثر سلبا على ما تبقى من مصداقية للانترنت! ومطلوب بالتالي من كل مستخدمي الشبكة العنكبوتية توخي الحذر، وعدم الانجرار وراء العاطفة او الطمع. فقد زادت مثلا في الاشهر الاخيرة اعداد رسائل الانترنت التي تردني من بعض الدول الافريقية، والتي يعرض اصحابها مشاركتي لهم بملايين الدولارات المسروقة، وجميعها قصص احتيال سبق ان كتبنا عنها الكثير، ولكن الزيادة الغريبة التي طرأت أخيرا على اعداد مثل هذه الرسائل التي تصلني بمعدل اربع في اليوم يعني ان اصحابها يجدون تجاوبا جيدا من بعض السذج، وان اللعبة اصبحت مربحة لهم. ولو تجاهل الجميع رسائلهم لاصابهم اليأس بعد فترة، وتوقفت محاولاتهم للنصب والاحتيال على الآخرين، ولكن ما اكثر السذج والطامعين لتحقيق ثروات سريعة بيننا!
* * *
ملاحظة:
نكن الود والاحترام للنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء 'الشيخ جابر المبارك'، ولكن تصريحه الأخير بخصوص فصل وزارتي الداخلية والدفاع لم يكن موفقا، بالرغم من اختلاف كلمات ومعنى التصريح من صحيفة إلى أخرى. فالقول بأنه كرجل أمن يعرف مصدر الإشاعات يلزمه الآن ومستقبلا بكشف أسماء هؤلاء. فكثير من الإشاعات نتج عنها انقلاب حكومات وإفلاس بنوك. كما أن المطالبة بفصل الوزارتين، ونحن لسنا مع أو ضد، لا تعتبر جريمة لكي يكون رد الفعل عليها بهذه القسوة، إلا إذا كان الخلاف الداخلي قد بلغ ذروته!