الرياضيات والعادات والتقاليد
'.. بعد عقود من اختراع الأقراص المدمجة' cd`s تفكر وزارة التربية في تحويل المناهج الدراسية لجميع المراحل إلى هذا الاختراع القديم والمفيد في الوقت نفسه بدل الكتب المدرسية التقليدية التي يرهق حملها ظهور التلاميذ! وحيث ان تفكيرنا بطيء عادة في مثل هذه الثورات التعليمية فمن المتوقع اكتفاء وزير التربية الحالي بالتفكير في هذا المشروع على أن يقوم من يأتي بعده ببعض الخطوات التنفيذية الإضافية ليزيد عليها مسؤول ثالث خطوات أخرى، ثم يأتي وزير رابع أو خامس ويطلب وقف المشروع بأكمله، إما لعدم اقتناعه به أو لأن هذا الأسلوب التعليمي أصبح شيئا من الماضي..' هذه فقرة من مقال كتبناه قبل خمسة أسابيع فقط، ولم نتوقع وقتها ان استنتاجنا سيتحقق بتلك السرعة، بعد ان أعلن مصدر مطلع في وزارة التربية (القبس 10 فبراير) ان الوزارة أوقفت مشروع تحويل الكتب المدرسية إلى نظام السي. دي. لحين إشعار آخر لأنها بصدد تغيير المناهج من جهة ولأن المشروع يكلف عشرات الملايين من جهة أخرى!
السؤال الذي يطرح نفسه طرحا هو: لماذا تسرعت وزارة التربية في الإعلان عن مشروع السي دي c.d، وبكل تلك الضجة؟
ألم يعلم كبار مسؤوليها في حينه، والموضوع لم يمض عليه أكثر من شهر، بأنها بصدد تغيير المناهج، وان المشروع سيكلف الدولة عشرات الملايين؟ وما الذي يضمن ان مصدرا مطلعا آخر في وزارة التربية لن يأتي في القريب العاجل جدا ليعلن وقف مشروع تبديل المناهج الحالية بمناهج أميركية، لأنه مكلف من جهة، ولأن الوزارة اكتشفت صعوبة إزالة ما في تلك المناهج الأميركية الأصل من مواد لا تتفق والشريعة الإسلامية وعاداتنا وتقاليدنا! نقول هذا نقلا عن خبر 'القبس' من المصدر الوزاري الذي أعلن ان الوزارة ستقوم بإزالة كل ما فيها من شوائب غير إسلامية. ولكن عجبنا سيزداد ان علمنا، ومن المصدر نفسه، ان المناهج التي سيطالها التغيير هي المواد العلمية والرياضيات فقط! فما علاقة هذه المواد بالعادات والتقاليد ووعثاء التغيير وكآبة المقرر؟
أما فيما يتعلق بقرار الوزارة تغيير مناهج اللغة الإنكليزية، الذي صرح المصدر نفسه بانه سيسند بكامله لشركات بريطانية متخصصة، وليس لشركة 'عربية' كما هي الحال الآن، فإنه قرار حكيم، وسبق ان طالبنا به كثيرا وطالبت به موجهة اللغة الإنكليزية السابقة في حينه وكادت تكلفها المطالبة وظيفتها لولا مبادرتها ب 'قص الحق' من نفسها والاستقالة بكرامة.
* * *
'..لنعيد أمجاد الرياضة الكويتية ونصنع بها التاريخ'.