علم الكويت سلمت للمجد
يحلو للكثير من المتأسلمين اطلاق صفة 'التغريبيين' على المطالبين بالاستفادة من تجارب الغرب والاقتداء بهم من اجل تحقيق 'نهضة ما'!، فهل يصح بالتالي وصف المتأسلمين ب 'التشريقيين'، على اعتبار ان الثانية مضادة للاولى؟.. ليس بالضرورة، ولكن من من الفريقين اكثر تفهما لفكرة الوطن والمواطن وما بينهما من ارتباط؟
من الواضح ان مفهوم الوطن، والذي يمكن تلخيصه بانه مساحة ارض محددة ومعروفة ومعترف بها دوليا باسم مميز، وممثلة برمز وحكومة ونشيد وعلم ومجموعة مبادئ انسانية مسطرة في عقد اجتماعي ومجموعة قوانين موضوعة متفق عليها، كل هذه لا يبدو ان لها الثقل والاهمية نفسهما في نفوس المنتمين لكلا الطرفين، فغالبية المتأسلمين مثلا، ان لم يكن جميعهم لا يعني عزف النشيد الوطني لهم الكثير، ونجد ذلك واضحا عند سماعه في صالة او مسرح، حيث يتلكأ الكثير منهم مثلا في الوقوف احتراما له، بالرغم من ان لا احد مجبر قانونا على فعل ذلك، كما اعتقد.
كما نجد ان اعدادا متزايدة، وخاصة بين الشباب الملتحين، لا ترغب في اعارة علم الدولة الاهمية التي يستحقها، ولا تعتقد بأن من واجبها احترامه او أخذ التحية عند رفعه على السارية، وكانت الظاهرة واضحة مع المجندين الجدد، قبل وقف العمل بنظام التجنيد.
ومن هنا كانت مبادرة قيام رمز الدولة شخصيا برفع علم البلاد في قصر بيان، بحضور ولي العهد والمشرعين وكبار مسؤولي الدولة، ذات معنى سام وعميق في النفس، فقد آن الاوان لأن نعطي علم الدولة المكانة والاحترام اللذين يستحقهما، وان تفعل القوانين بحق كل من يتصرف ازاءه بطريقة غير لائقة.
كما كان من الاهمية بمكان، بالرغم من انه جاء متأخرا، الامر الذي اصدره وكيل وزارة الداخلية القاضي بضرورة استبدال علم جديد بأي علم يتعرض للتمزق او التلف او التغيير، نتيجة عوامل الطقس.
ان هذه الامور التي قد يراها البعض صغيرة وذات اهمية قليلة، هي التي تساهم في ترسيخ مفهوم الوطن واهميته لدى الناشئة، فالوطن ليس لقمة طعام تعطى لطفل ونطلب منه التلذذ بها ومحبتها، بل مجموعة رموز ذات اهمية قصوى، ومنها العلم والنشيد الوطني، وقد آن الاوان لإعادة الاعتبار لهذه الامور بعد ان حاولت فئة متخلفة محو دورها من حياتنا.