دولة رفض الاستقالات
لم يتبق الكثير من الشعر في رأسي، ولو كان هناك ما يكفي لما ترددت في نتفه حنقا وغيظا وحزنا من حادثة الاختلاس الأخيرة التي تعرضت لها جمعية اعانة المرضى، وما جرى ويجري في وزارة الطاقة:
فلا رئيس الجمعية استقال بعد الكشف عن هذه الفضيحة، ولا مجلس ادارة جمعية استحى، وقص الحق من نفسه، واستقال، ولا وزير الشؤون الحالي ولا الوزير الذي سبقه، ولا من سبق الاثنين، ومن كان قبلهم ابدوا اسفهم على وقوع هذه الجريمة، سواء من ناحية مسؤوليتهم المباشرة عن وقوعها بسبب خداعهم لنا، بتعمد او بغير ذلك، بالقول والتأكيد ان اوضاع الجمعيات واموالها تحت المراقبة والسيطرةِ ولا وزير الطاقة الحالي استقال بعد كل الفوضى التي حدثت في البلاد جراء كارثة الكهرباء والماءِ ولم يفكر وكيله حتى في كتابة استقالتهِ وتشبث بقية الكبار في الوزارة بكراسيهم بعد ان دهنوها ب 'سوبر كلو' علي.
ولم يفكر اي وزير (طاقة) او كهرباء سابق، وحتى ذلك الذي ورد اسمه في التحقيقات الرسمية، في ابداء اسفهم (مجرد أسف) لما حدث!! وكل ذلك لأن جلود الكثيرين منا ومنهم، قد 'تتمسحت' وأصبحت عصية على الشعور بالأسف والألم وبالتالي الاعتذارِ ففضيلة الاعتراف بالخطأ وتحمل المسؤولية لم تكن يوما من شيمنا وفضائلنا و'عاداتنا وتقاليدنا'!
ملاحظة: تعمدت 'غالبية' الصحف عدم الاشارة باسهاب الى جريمة الاختلاس الكبيرة في جمعية اعانة المرضىِ كما امتنعت أخرى عن تغطية الخبر، ولو بشكل مقتضبِ والأمر نفسه كانت حال ازمة الكهرباء والماء التي تعرضت لها البلاد في الاسابيع الماضية، التي ستتعرض لها في العامين القادمين على الأقل!!
وحدها 'القبس' كانت الأبرز والأشجع في تغطية الحدثين بالصورة والكلمة وبصفة شبه يوميةِ فشكرا لرئاسة التحرير.