جهاز إعادة الهيكلة و'لوياك'!!
ردود الفعل على ما سبق ان كتبناه عن سوء ادارة وتسيب احوال جهاز اعادة هيكلة القوى العاملة كانت اكثر من المتوقعِ ونحن عندما كتبنا عن سيطرة جماعة 'الحركة الدستورية' التابعة للتنظيم العالمي للاخوان المسلمين وعن خراب الجهاز لم نقصد كل من يعمل فيه، فلو خليت خربت.
ويبدو ان المشكلة لا تكمن فقط في عدم قيام الجهاز بالدور المطلوب منه، خاصة بعد صدور القانون الذي يجبر اصحاب العمل على توظيف المواطنين في مؤسساتهم، بل امتد ليشكل خطرا على اهم انشطة واحدة من اكثر مؤسسات المجتمع المدني نجاحا في توفير فرص العمل للشباب في المؤسسات والشركات الوطنية.
'لوياك' مؤسسة غير ربحية تدار من قبل مجموعة من السيدات الناشطات في المجال الاجتماعيِ وتسعى 'لوياك'، من واقع رسالتها، إلى إيجاد فرص مميزة للشباب لتطوير شخصياتهم وكشف قدراتهم الابداعية وتبني مهاراتهم المهنية وتنمية علاقاتهم الاجتماعية وتحفز الحس الانساني لديهم بهدف خلق جيل من القادة عالي الفاعلية، وهذا ما نجحت حقا في تحقيقه مع عدد كبير جدا من المتدربين لديها.
لا نريد هنا ان نقارن بين اهداف 'لوياك' العريضة وبين ما يسعى جهاز حكومي مسيس حتى النخاع لتحقيقه، فهذا ليس عدلا، على الرغم من ان ما ينفق على رواتب ومكاتب وبرامج اعادة الهيكلة يبلغ مئات اضعاف ما تنفقه 'لوياك' التطوعية من اموال التبرعاتِ ولكننا نود التركيز على الفقرة الاخيرة من اهداف لوياك وهي 'خلق جيل من القادة عالي الفعالية'! كيف يمكن تحقيق ذلك في سوق العمل الكويتي؟
من واقع تجربة 'لوياك' العريضة والناجحة لا نحتاج الى ان نذهب بعيدا لنتعرف على طبيعة ما تقوم بادائه، فهي تختار الشباب من الجنسين، وتقوم بمقابلتهم واجراء مختلف الاختبارات الشخصية لهم ومن ثم تحديد مراكز العمل او التدريب لهم، خاصة لدى الجهات التي تفتقر للعمالة الكويتية، كقطاع الفندقة والبيع بالتجزئةِ ثم تقوم بمتابعة عملهم وتوجيههم ورعايتهم والحرص على حسن ادائهم وذلك لما لهذه المرحلة من اهمية في ترسيخ قيم احترام العمل لديهمِ وهنا يأتي دور المؤسسات الوطنية التي تقوم بتوظيف هؤلاء وبدفع مكافآت مجزية لهم، وبالتالي تتوقع منهم عملا جادا!
ثم يأتي جانب مهم في عمل لوياك وهو المتمثل في اشتراط قيام طالب الوظيفة ببذل 5 ساعات اسبوعيا في عمل تطوعي ما، وهدف ذلك تنمية الحس الانساني لدى هؤلاء الشباب، ثم يأتي جهاز اعادة الهيكلة ليضع مختلف العصي في دولاب لوياك، حسدا وغيرة، وذلك بالاتصال بمختلف الشركات والمؤسسات الخاصة والطلب منها تدريب عدد من الشباب طالبي العمل لديه على ان يتولى الجهاز دفع مكافآتهم! وهنا تتوقف هذه الجهات الخاصة عن توفير فرص العمل والتدريب للشباب القادمين من 'لوياك' وتفضل عليهم الارخص!
وبالتالي لا يكتفي الجهاز بعدم توفير التدريب الخلاق، او حتى المناسب لهؤلاء الشباب، بل الاكتفاء بتشغيلهم وتركهم لحالهم بعد دفع رواتبهم من ميزانيتها، وتتناسى كليا مراقبتهم ومتابعتهم حتى ولو تغيبوا عن اماكن عملهم.
ان ما يجري في جهاز اعادة الهيكلة جريمة في حق الكثيرين، نتمنى ان تقوم جهة نيابية ما، وما اقل اصحاب الضمائر الحية بينهم، بالالتفات لهذا المرفق ومحاولة تعديل البعض من اوضاعه المعوجة!
***
ملاحظة:
اصدرت وزارة الاوقاف المصرية تعليمات لكل خطباء المساجد وأئمتها تطلب منهم فيها عدم الدعاء على اليهود في الصلاة، وقد عارض الكثيرون الأمر وانتقدوه بقوة، ولكن السيدة آمنة نصير، استاذة العقيدة والفلسفة في جامعة الأزهر، كان لها رأي مميز في هذا الموضوع حيث ذكرت أن محاربة اليهود لا تكون عن طريق اتباع نمط 'دعاء العجائز'، بل عن طريق التوعية بدور اليهود ومخططاتهم العالمية، وليس بالدعاء بحرق الزرع وتجفيف الضرع وتيتيم الاولاد وترميل النساء! فمتى نتعلم من هذا المنطق؟