مولد الطاقة وحبة القمح
نجحت مجموعة من العلماء البريطانيين، في جامعة برمنغهام في شمال انكلترا، أخيرا في اختراع اصغر آلة تدار بالبترول، وهي من الصغر بمكان، حيث يمكن ان توضع داخل ساعة معصمِ وهذه الآلة الصغيرة، التي يمكن ان تستمر في العمل وتوليد الطاقة داخل العديد من الاجهزة لسنتين دون انقطاع، والتي لا تحتاج لاكثر من حقنة بسيطة من الوقود الذي يستعمل في ولاعات السجائر، وسيكون لها تأثير هائل على العديد من الاستعمالات التكنولوجية، بإمكانها توليد طاقة تزيد بسبعمائة مرة عن الطاقة التي تولدها البطارية العادية، مع ان طولها لا يزيد على سم واحد فقط! كما ان بامكانها تشغيل اجهزة كمبيوتر (اللاب توب) واجهزة الهاتف النقال لأشهر عدة دون الحاجة لتعبئتها بين الفينة والاخرى.
ويقول العلماء إن هذا يعني ان البطاريات التقليدية ستختفي من الاسواق خلال فترة لا تزيد على ست سنواتِ فهذه الآلة البالغة الصغر، التي يمكن وضعها على طرف الابهام، كما يقول رئيس الفريق الهندسي في جامعة برمنغهام، الدكتور كايل جيانغ، ستخلق ثورة صناعية في جيوب الناسِ فالاكتشاف خطوة كبيرة في عالم التكنولوجيا، فالاجهزة التي كانت بحاجة مستمرة للشحن الكهربائي او لشحن بطارياتها او استبدالها بجديدة، والتي كانت تتسبب في مشاكل كثيرة لمستعمليها، ستكون جميعها شيئا من الماضي خلال فترة سنوات قليلة.
كما سيكون لهذه الآلة الصغيرة استعمالات عديدة اخرى في الطب، وخاصة في مجال استمرار وضمان تشغيل آلات ضبط نبضات القلب، كما ستستعمل على نطاق واسع في الاجهزة العسكرية الدقيقة كآلات الروبوت للتجسس والرقابة وغيرها.
وللتدليل على مدى كفاءة هذه الآلة فإن صناعة بطارية عادية مثلا يتطلب شحنها بألفي وحدة طاقة لكي يمكن الحصول على وحدة واحدة منها، اما هذه الآلة فإنها تقوم بتوليد الطاقة 'محليا'، وهذا اكثر فاعلية.
ومن المشاكل التي واجهت مصنعي هذه الآلات الدقيقة لسنوات تلك التي تعلقت بمستوى الطاقة الحرارية التي كانت تنتجها، والتي كانت تؤدي غالبا لاحتراقها وتلفها بالكامل، وهذا ما نجح فريق جامعة برمنغهام في التغلب عليه باستعمال مواد مقاومة للحرارة كالسيراميك والسيليكون كاربايد.
في الوقت الذي نجح فيه 'علماء' الغرب في انتاج مثل هذا الاختراع المفيد والفعال، نجح 'علماؤنا' قبلهم بسنوات في كتابة مجموعة من النصوص الدينية على حبة قمح! وكان لذلك 'الإنجاز' في وقته صدى 'علمي' وعالمي كبير.