حساد البابطين
احتفلت الكويت قبل ايام بافتتاح مكتبة عبد العزيز البابطين المركزية للابداع الشعري وكان حدثا كبيرا ومميزا بكل المقاييس.
ما لا يعرفه البعض ان الارض التي اقيمت عليها المكتبة تابعة للدولة واعطيت لعبد العزيز البابطين دون اي مقابل مادي ليبني عليها صرحه الثقافيِ ويقال ان ثمن الارض يتجاوز مبلغ العشرين مليون دينار!!
قد يكون هذا الكلام صحيحا، ولكن الاصح من ذلك ان الارض لم تضع هباء، فالمشروع الذي اقيم عليها وما احتواه من كتب نادرة وقيمة، ليس اقلها المائة الف كتاب التي اهديت للمكتبة من السيد عبد الكريم البابطين، سد حاجة ماسة فشلت حكوماتنا المتعاقبة في سده المرة تلو الاخرى لقلة صلة الكثيرين من اعضائها بالكتب والمكتبات.
كما ان ارض المكتبة لم يصدر بها سند تملك باسم عبد العزيز البابطين بحيث يمكن لورثته، بعد عمر طويل تقسيمها وبيعها كورش حرفية في وسط العاصمة، كما حدث في مشروع'الوسيلة'!
ان هذا المشروع ريادي وحضاري وجميل وفخم ومكلف، ومن قام به نجح في تخليد اسمه لاجيال واجيال قادمةِ واثرياء الكويت كافة مدعوون للخروج من نمطية المشاريع الخيرية والتفكير بطريقة خلاقة اكثر واقامة مشاريع مماثلةِ فالانسان بامكانه التعبد في بيته، ولكن ليس بامكانه الحصول على كل تلك النفائس دون الذهاب اليها في مكان وجودها!!
وشكرا من الاعماق للسيد عبد العزيز البابطين، و'صحتين على قلبه'!!
ونرجو ان تصيب عدوى كرمه وفكره الخلاق بقية'الربع'!!
ملاحظة، بقيت الارض التي اقيمت عليها المكتبة خالية لربع قرن تقريبا.
وكان من الممكن ان تبقى كذلك لربع قرن آخر دون استغلال، ولو بيعت لطرف آخر لما ترددت قوى الفساد في 'فسفسة' ثمنها على الذي لا يسوى، قبل الذي يسوى، ان بقي شيءمنه.
* * *
ملاحظة:
استجابة للتساؤلات التي وردتني عن طريقة الحصول على نسخ من رواية 'سمر كلمات' للاديب طالب الرفاعيِ وكتاب 'هارب من الأعراب' للكاتب محمد خالد قطمهِ فانه يمكن الحصول على الرواية، التي لم يجز بيعها في الكويت حتى الآن، من دار المدى في بيروت او من دمشق هاتف 2322276(963+)ِ اما الكتاب الثاني فانه متوافر لدى 'فيرجن' في المارينا مول.