موتوا بغيظكم
لسبب ما أكن قدرا من الاحترام والتقدير لشخص الشيخ ناصر صباح الأحمد على الرغم من شبه انعدام معرفتي بشخصهِ وربما يعود الامر لما تركته بعض مواقفه الايجابية على اكثر من صعيد من اثر طيب في النفس، وقد صرح الشيخ ناصر اخيرا في لقاء له مع مجموعة من الصحافيين البرلمانيين بأن جل اهتمام الحكومة من خلال عمل لجانها هو نقل الكويت من دولة كلاسيكية الى دولة مبدأها ان تكون ميناء شمال الخليج ومنطقة تجارية حرة وخدمية مهمة.
هذا كلام جميل وواضح وسبق ان صرح بما يماثله كبار مسؤولي الدولة، قديما وحديثاِ ولكن يبدو ان الواقع المعاش او ما يدور على السطح، وما تحت السطح، لا علاقة له بهذا الاهتمامِ وهذا يعود بالدرجة الاولى لعدم وجود تصور واضح وسليم لما يعنيه الانفتاح على الآخر، وما يتطلبه جعل الكويت منطقة حرة، وخدمية وتجارية، من قرارات جذرية واساسية مهمة لتعلق الامر بقبول تقبل الآخر، والترحيب به وتلبية متطلباته دون اخلال بالطبع بالاطر الامنية والأخلاقية للدولة.
نقول ذلك بمناسبة الضجة الصحفية والسياسية التي تكررت اكثر من مرة من نائب 'معروف بتشدده غير المبرر' والتي تبدأ عادة بارسال 'مسجات هاتفية'او رسائل نصية قصيرة يحذر فيها مختلف الجهات المسؤولة، ووزارة الداخلية بالذات، من مغبة التصريح للبعض باقامة حفلة خاصة في هذا الفندق او ذلك النادي، تحت طائلة الاستجواب!
لقد كنت شخصيا طرفا، كضيف وكمضيف، منذ التحرير وحتى الأمس القريب، في اكثر من مائة حفلة خاصة اقيمت في مختلف فنادق الكويتِ وقد ارتاد تلك الحفلات جمع غفير من خيرة المواطنين والمقيمين الذين عاشوا وتربوا في هذا الوطن الصغير والجميل واثروا من خيراته، والذين ارادوا، بطريقتهم الخاصة، رد بعض الجميل لأهله بمناسبة سعيدة تخصهمِ ولكن لو حاول احد التمعن في الاجراءات والمتطلبات الواجب تلبيتها لاقامة حفلة خاصة لهاله مدى تعقيدها، وكأننا نعيش في دولة 'طالبانية' تعيش او تنتمي للقرون الوسطى.
عن وجهة نظر معارضي اقامة الحفلات الخاصة، مهما كانت، لاتتناسب مع روح العصر من جهة ولا تتفق مع تصريحات مسؤولي الدولة الداعية للانفتاح على الآخر وتقبله والترحيب به وجعل الكويت ميناء شمال الخليج ومنطقة تجارية وخدمية مهمة!.
ان الخطر الاكبر على امن البلاد وسلامة المواطنين والمقيمين وصحة عقائدهم لا يأتي من اقامة حفلة خاصة هنا او احتفال خاص هناك، بل الخطر الاكبر يكمن في عقول اولئك المرضى والمهووسين بصحة عقائدهم وبتجريمهم لعقائد وديانات غيرهمِ كما انه يكمن في تلك الشقق والتكيات والمعسكرات والمخيمات التي تقام طوال العام والتي تهدف لتخريب عقول الشباب وتلقينهم كره الآخر وابتغاء قتل النفس في سبيل اهداف هلامية غير معروفة.
***
ملاحظة: يشاع بان السلطات الامنية اصدرت تعليماتها المشددة للفنادق كافة بحظر اقامة اي حفلات خاصة مستقبلاِ وقد الغيت بالفعل ترتيبات عدة حفلات كبيرة في الايام القليلة الماضية!
ان صحت الاشاعة فهي دليل على عدم وجود اي تصور لدى 'الدولة' يتعلق بجعل الكويت منطقة تجارية حرة ومهمة وغير كلاسيكية.
ويا سيدي نحن راضون بالكلاسيكية، بدلا من هذا الضغظ أوالظلام أوالجهل الذي يدفعوننا للعيش فيه رغما عن ارادتنا.
ويا أهل الكويت انقلوا حفلاتكم الخاصة الى البحرين وبيروت ودبي، وهذا ما سأفعله مستقبلا، فموتوا بغيظكم!.