شباب الفندرات
نشرت 'القبس' قبل أيام تحقيقا صحفيا مصورا على صفحة كاملة عن أوضاع 'ميناء الشعيبة' الخربةِ أثار التحقيق شجوني وتألمت كثيرا للوضع المزري الذي لايزال يرزح تحته ذلك المرفق الخطير والمهم، والذي لم يتحسن البتة عما كان عليه قبل 4 سنوات عندما دخلته لأول مرة مستطلعاِ إن ما بينته تلك الصور من خراب وتلف وإهمال وهدر مخيف حقاِ فقطع الكونكريت الملقاة في وسط الطرقات لاتزال كما هي، وكيبلات الكهرباء المهملة لم يتم رفعها حتى الآن، ومحولات الكهرباء العارية الأبواب لاتزال مفتوحة، والطرق لم يتم تنظيمها داخل الميناء ولا توجد أي أنظمة إضاءة ليلية كما أن الحراسة والأمن معدومان طوال ساعات الليل والنهارِ أما الدخول الى الميناء فهو 'خري مري'ِ كما يشكو الميناء، وهذه حاله منذ 6 سنوات أو أكثر، من نقص خطير في التكات، أو سفن القطر، ويدار الموجود منها عن طريق عمالة غير مدربة بعد أن فضل البعض من الموظفين الكويتيين البقاء في غرفهم المكيفة، وإن كانت كبقية منشآت الميناء خربة وتالفة وتحتاج الى الهدم وإعادة البناء، وليس فقط الى الترميم.
كما يشكو ميناء الشعيبة منذ سنوات من عدم وجود فندرات، وهي القطع المطاطية الضخمة التي تثبت على حوائط ارصفة الميناء لكي تحمي الرصيف والباخرة من خطر الارتطامِ والغريب أنني عندما كنت في زيارة ل'تالين' عاصمة استونيا، وهي واحدة من أصغر وأفقر جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق، رأيتهم يستعملون في مينائهم الرئيسي فندرات عالية الجودة لحمايتها من ارتطام السفنِ هذا في استونيا اما في الكويت فقد قام بعض العاملين المخلصين في ميناء الشعيبة مؤخرا بجلب اطارات مركبات ضخمة وربطها بما تبقى من فندرات قديمة لحماية سفن الشحن من الارتطام بالأرصفة!
للعلم فقط: لدى مؤسسة الموانئ عشرات ملايين الدنانير محفوظة في حسابات و دائعِ كما يزيد دخل الكويت، التي لا يزيد عدد سكانها عن 2.5 مليون نسمة، عن سبعة أضعاف دخل 'أستونيا'، الذي يبلغ عدد سكانها ضعف عدد سكان الكويت!
إني أشعر حقا بالخجل من هذا الوضعِ ولكن هل هناك من يشعر معي بالخجل، وخاصة أولئك الذين يعنيهم الأمر؟ أتمنى ذلك!
ملاحظة:
تأثرت كثيرا وأنا أقرأ سيرة الأخت الراهبة نجيبة يوسف عقيقي المعروفة بالأخت بياترين أو الأم mamere والتي تطرق لها الزميل حمزة عليان في زاويته الممتعة 'وجه في الأحداث'.
قضت هذه الفاضلة أكثر من نصف عمرها الذي جاوز الثمانين في الكويت ومن تحت يديها تخرجت آلاف الطالبات المبدعات في مختلف الأنشطةِ
وكانت مدرستها، ولاتزال، من أحسن مدارس الكويت الخاصة، فقد كانت طالباتها يحصلن دائما، وعلى مدى العقود الثلاثة الماضية على الأقل، على أعلى الدرجات في امتحانات الثانوية العامة.
هل تفكر جهة تربوية تعليمية ما بتكريم هذه السيدة التي لا يستطيع إلا جاحد نكران فضلها على التعليم؟!