فرحة ما تمت
لم تطل فرحتنا كثيرا بدعوة السيد عبدالله المطوع، قبل فترة، للشباب المتحزب دينيا بالابتعاد عن الافكار الهدامة وعدم الجنوح نحو التطرف واتباع الاعتدال، وهو الامر الذي تطرقنا إليه في 'ملاحظة' سابقة، حتى فاجأنا قبل ايام، وفي الحفل الذي اقامته جمعية الاصلاح بمناسبة رضمان، بالقول اننا قوم اعزنا الله، واننا مستهدفون في عقيدتنا ومناهجنا وديننا وقيمنا وثرواتنا (!!)ِ وان حضارة الغرب منهارة لا محالة، واستطرد قائلا، وبحضور جمع من الوزراء الذين سبق ان اقسموا على احترام الدستور الذي تم اختيارهم على اساسه، ان 'الديموقراطية اكذوبة كبيرة، وتعني تفرد الحزب الحاكم في اي بلد بمقدراته'! وقال السيد المطوع كذلك انه يخالف طلب تنظيم القاعدة للشعوب بالخروج على حكامهمِ وانه لا يرى ضرورة لذلك او لمخاصمتهم، بل بتجسير العلاقة معهم.
وقال إن العمل الخيري مستهدفِ وان محاولة أميركا الضغط على الجمعيات الخيرية أمر مرفوض، حيث أنها لم يسبق لها ان تعاونت مع أي ارهاب او قامت بتغذيته!!
***
اذا كان الامر كذلك فلماذا ترفض الجمعيات التي يتولى السيد المطوع الاشراف عليها، والتي تعتبر في غالبيتها العظمى غير قانونية، لماذا ترفض، حتى اليوم، اصدار مراكز مالية تبين حقيقة مداخيلها ومصادر اموالها وطرق انفاق تلك الاموال؟ ولماذا نصر على ربط الخير بمخالفة القانون؟
واي اصلاح، او محاربة ارهاب، تدعو له وزارة سمو الشيخ صباح اذا كانت هناك اكثر من 120 مؤسسة تقوم بجمع الاموال في وضح النهار، وامام سمع وبصر مختلف اجهزة الرقابة في الدولة، وتقوم بصرف تلك الاموال على الجهات التي تشتهي وترغب، دون ان تمتلك اي جهة حكومية رقابية الجرأة على الاعتراض، مجرد الاعتراض، على اعمالها!
ولماذا وصل الحال ببعض وزرائنا، ومنهم اصدقاء ومكافحون، ومن كبار المدافعين عن حفظ قوانين البلاد والعمل على حسن تطبيقها، لماذا وصل الحال بهم جميعا لمشاركة السيد العلي في استقبال مهنئيه برمضان في عقر دار واحدة من اكثر المؤسسات ارتكابا للمخالفات واثارة للجدل فيما يتعلق بانشطتها المالية، وفي رعايتها وحمايتها لمخالفات الجمعيات الخيرية؟!
***
ملاحظة:
يبدو اننا اصبحنا لا نحتاج لكي نرى العجب ان نعيش شهر رجبِ فالعجب اصبح متوفرا طوال اشهر السنة!