حرام يا بلدية
قام الزميل 'علي البغلي' قبل أيام بالتطرق الى موضوع اللافتات، التي تحمل مضامين دينية، والتي انتشر وضعها في منتصف الطرق السريعة وعلى جوانبها، وعند كل منعطف تقريبا، خاصة في الأماكن التي تجبرك على التطلع اليها وتشغلك عن مخاطر الطريق وأنت تقرأها.
لقد سبق ان كتبنا أكثر من ثلاث مرات، وقابلنا أكثر من مسؤول في البلدية وفاتحناه، دون جدوى، في موضوع هذه اللافتات، ولكن يبدو ان لا أحد من مسؤولي البلدية، او حتى المرور، يود الالتفات الى هذه الظاهرة الغريبة التي أصبحت ميدانا للصراع بين مختلف الأحزاب الدينية، وحرب الأكوان التي نشبت مؤخرا بين الاخوان والسلف خير شاهد على ما نقول!
من الواضح ان ايا من هذه اللوحات او اللافتات لا تحمل اسم الجهة التي قامت بالتوصية عليها، وبإملاء نصوصها بالكتابة على ألواح خشبية أو معدنية مع تثبيت قواعد صلبة لها ونقلها إلى مسافات طويلة وحفر الأرض لها وتثبيتها داخل الحفرة وصب الخرسانة عليها! وهذه كلها أمور تأخذ الكثير من الجهد والوقت والمال، ومن مال الخيرات بطبيعة الحال!
وحيث أنها لوحات مخالفة، وغير معروفة الجهة، أو الجهات، التي قامت بوضعها في الشوارع والطرقات، فإن أمر إزالتها هين ومشروع، فمن سيتقدم للاعتراض على إزالتها يعرض نفسه للمساءلة القانونية بسبب التخريب الذي تسبب به لأرصفة الدولة وطرقاتها، وأيضا بسبب وضع لافتات من غير ترخيص رسمي.
إنني على أتم الاستعداد للمساهمة في صنع وكتابة ووضع مائة لوحة مماثلة لتلك اللوحات المخالفة لو قامت جهة واحدة باثبات أن وضع تلك اللوحات أدى الى تحقيق كل، أو حتى واحد فقط، من الأمور التالية:
ازداد تدين الناس بعد وضع تلك اللوحات.
قل معدل الجريمة بشكل ملموس بعد وضعها.
انخفاض حوادث الطرق نتيجة لوضعها.
أصبح البشر أكثر إنسانية بعد قراءتها.
ملاحظة: قامت بلدية الكويت ـ مراقبة الإعلانات، بمطالبتي بضرورة الحصول 'منها' على ترخيص للوحة بلاستيكية واحدة، يبلغ حجمها 1*1 متر، ملصقة على باب أحد المخازن وتحمل رقم هاتف الشركة للاتصال بها عند وقوع حريق!