معجزة 'أوبرا
لم يكن لأي برنامج تلفزيوني ذلك التأثير الايجابي على مشاهديه كبرنامج الفنانة القديرة 'أوبرا وينفري'.
تقوم 'أوبرا' ببث برنامجها الشهير، منذ اكثر من 15 عاما، بشكل يومي تقريبا، من مدينة شيكاغو، وليس من هوليوود، كما ذكر البعض جهلا.
و'اوبرا'، قبل ان تصبح مقدمة لذلك البرنامج الواسع الانتشار، كانت ممثلة سينمائية قديرة، ودورها في فيلم 'كلر بيربل'، لا يمكن ان ينسى.
ولكن قبل كل ذلك، يجب ان نتذكر أن طريق نجاحها في الحياة لم يكن مفروشا بالورد، فقد عانت وكافحت طويلا في طفولتها وشبابها، كغيرها من الاميركيين الذين يتحدرون من اصول افريقية، قبل ان تصل الى ما وصلت اليه من شهرة كبيرة مقرونة باحترام اكبر.
يعود الفضل ل 'اوبرا'، ومن خلال برنامجها، في اعادة الاهمية للقراءة الجادة، حيث استطاعت، من خلال نادي الكتاب الذي تديره، الترويج لعدد كبير من المؤلفين، ومن النساء بالذات، وقد اصبح هناك الكثير من قراء الكتب بسبب دعوتها، كما عاد اكثر مشاهدي برنامجها الى قراءة الكتب المجدية بسببها.
نجحت 'اوبرا' كذلك، من خلال برنامجها، في محاربة التفرقة العنصريةِ فقوة شخصيتها الآسرة وما تتمتع به من اسلوب تقديم وحديث رفيع بعيد عن الابتذال، وطريقة اختيارها الذكية لمواضيع وضيوف حلقات برنامجها جعلتها في مصاف اكثر مقدمي البرامج شعبية واهمية ونفوذا، ليس في اميركا وحدها، بل في العديد من دول العالم الاخرى، هذا على الرغم من انها، كما يقال لدينا جهلا، ما هي الا امرأة سوداء.
نجح برنامج اوبرا كذلك في الترويج لقيم اجتماعية مهمة اخرى كالتواصل الاسري والعناية بكبار السن، ولم شمل الاسر المشتتة، وتحقيق امنيات الكثيرين من بسطاء الناس، وبالذات من المصابين بأمراض خطيرة، في الالتقاء بمحبيهم من مشاهير الشخصيات، سواء من فناني وفنانات السينما والتلفزيون او من المطربين، او من المبدعين في مجالات عديدة اخرى.
كما نجحت اوبرا كذلك في زيادة الوعي والاهتمام بالصحة بشكل عام وبمشاكل التخلص من الوزن الزائد بالذات، حيث كانت طريقتها وارادتها الصلبة في التخلص من عشرات الكيلوغرامات من وزنها السابق، بمثابة إلهام لمئات آلاف من 'مرضى السمنة' الزائدة عن المعدل المقبول، ليس في اميركا وحدها، بل في كل منطقة يصلها البرنامج.
على الرغم من قلة الوقت الذي اخصصه لمشاهدة التلفزيون، والذي لا يتعدى بكثير ثلاث ساعات اسبوعيا، فإنني احرص خلال وجودي خارج الكويت، على متابعة برنامج اوبراِ فالوقت الذي اقضيه في مشاهدة ذلك البرنامج يعتبر جزءا ممتعا من الاجازة، وكم كنت اتمنى لو كان لدي وقت كاف، وانا في الكويت، لمشاهدته بصورة مستمرة.
ان نسبة كبيرة منا احوج ما تكون لمتابعة هذا البرنامج الشائق، الذي من الممكن ان نتعلم من ضيوفه ومن مقدمته الشيء الكثير.