من الذي سيكترث؟
هل تعلم أن الفترة الوحيدة من عمرنا التي نود أن نكبر فيها هي مرحلة الطفولة؟ ولو سئل طفل في العاشرة من عمره عن سنه لأجاب حتما بالقول إنه يبلغ العاشرة والنصف، وفي المقابل لا نقول، ونحن كبار مثلا إننا نبلغ الخمسين ونصف السنة مثلا!! لكن ما ان يكبر ذلك الطفل ويصبح في سن المراهقة فإنه لا يكتفي بإضافة نصف عام إلى سنة، بل يصر على اضافة عام كامل، وأحيانا أعواما كاملة والقول إنه سيصبح في السادسة عشرة، وهو لم يتجاوز بعد الثالثة عشرة من العمر.
ولكن ما ان نبلغ الثلاثين حتى نبدأ بخصم عام أو أكثر من أعمارنا لنصبح 28 فقطِ وترتفع نسبة الخصم بصورة تلقائية مع تقدمنا في العمرِ ثم نصل الى الستين، ونصاب بالدهشة، فهي مرحلة عمر لم نظن أننا سنصلها بتلك السرعة، معتقدين أننا سنبقى شبابا إلى الأبد، وسرعان ما نصبح في السبعين، فالسنوات بعد الخمسين تجري مسرعة بشكل غريبِ ثم نصل الى الثمانين، وبعدها إلى التسعينِِ وتبدأ الحياة عندها بالتباطؤ ونبدأ بالعيش يوما بيوم ولحظة بلحظة.
ثم يحدث العجب، عندما نتجاوز المائة بقليل، حيث نعود أطفالا كما كنا مرة أخرى، وما ان نسأل عن أعمارنا حتى نبادر بالقول إننا بلغنا المائة عام ونصف العام!
ولكن كيف يمكن أن نبقى شبابا، من الناحية النفسية على الأقل، إلى الأبد؟ الأمر ليس سهلا بطبيعة الحال، ولكن هذه مجموعة من النصائح التي لو قمنا باتباعها فقد تجعلنا أكثر سعادة، ونبقي بالتالي شبابنا لأطول فترة ممكنة:
أولا: التخلص من كل الأرقام غير الضرورية في حياتك كالعمر والوزن والطول، ودع طبيبك ينشغل بها، فهذا واجبه ودوره في الحياة.
ثانيا: احتفظ فقط بالأصدقاء الظرفاء والسعداء، وتخلص فورا من كثيري الشكوى، فإنهم سيتعبونك كثيرا، وسينعكس شقاؤهم عليك عاجلا أم آجلا.
ثالثا: لا تتوقف عن التعلم، تعلم أي أمر جديد كالكمبيوتر او الرسم او الزراعة المنزلية، المهم أن تجعل العقل يعمل باستمرار، فالعقل الذي لا يعمل هو المكان المناسب لنمو مرض النسيان أو 'الزهايمر'.
رابعا: تمتع حتى بأكثر الأمور بساطة في الحياةِ فالوردة جميلة، وابتسامة طفل صغير رائعة، ولون السماء خلاب، ورائحة العشب المقصوص مثيرةِِ وكذا.
خامسا: اضحك دائما، واضحك من القلب ولا تعبأ بردود فعل الآخرين.
سادسا: على الرغم من أن المصائب والأحزان لا يمكن تجنبها، ولا بأس من ذرف الدموع بين الحين والآخر، لكن لا تجعل الحزن وفقد الآخرين يحطان من إرادتك، فالشخص الوحيد الذي سيبقى معك إلى النهاية هو أنت، ومن الأفضل بالتالي أن تبقى حيويا مادمت حيا ترزق.
سابعا: أحط نفسك في البيت بما تحب، قدر الإمكان، فبيتك مملكتك.
ثامنا: لا تقم بزيارات قد تشعرك بالذنب تجاه شخص أو مكان معين، بل قم بدلا من ذلك بزيارة أي مجمع للتسوق، أو مدينة لم تزرها من قبل.
تاسعا: لا تتردد في أن تخبر من تحب بأنك تحبهِ كرر ذلك في كل مناسبة، وتذكر دائما أن الحياة لا تقاس بما تقوم به من زفير وشهيق بل بعدد شهقات ولحظات الانبهار في حياتك.
وتذكر أخيرا أنك لو تقاعست عن تصوير هذا المقال وإرساله إلى عشرة أشخاص آخرين فسوف لن يكترث أحد بالأمر.