الوزير الطويل
بينت تجربة تأسيس 'بنك بوبيان' ان بإمكان الحكومة القيام ببيع القطاعات الاقتصادية والصناعية الحيوية المهمة كالكهرباء والماء والهواتف الارضية والبترول الوطنية والمشاريع السياحية للقطاع الخاص دون الخوف من وقوعها، في المرحلة الاولى على الاقل، في أيدي مجموعات احتكارية متنفذة، وذلك عن طريق تطبيق خطوات تأسيس 'بنك بوبيان' نفسها التي ارسى قواعدها واصر على تطبيقها وزير التجارة السيد عبدالله الطويل، والتي ربما راهن بمستقبله السياسي عليها.
كما بينت التجربة كذلك ان بإمكان الوزراء المخلصين اصلاح وزاراتهم، ولو تضاربت خطط الاصلاح تلك مع مصالح بعض الفئات المتنفذة ومن يدعمها في اعلى المناصب الحكوميةِ كما تبين ان النية الطيبة لدى السلطات العليا متوافرة متى ما تلاقت مع قوة شخصية ورجاحة عقل ومنطقية الطرف او الاطراف الاخرىِ ولو اتصف الكثير من الوزراء السابقين، وحتى بعض الحاليين منهم، بمثل ما اتصف به موقف السيد وزير التجارة من عملية شراء البطاقات المدنية وتجميعها لغرض السيطرة على بنك بوبيان، من قوة وثبات على المبدأ لما وصلت الحال بنا الى هذه الدرجة من السوء الإداري.
كما بينت التجربة كذلك ان الحكم بحاجة الى مساعدين تنفيذيين اكثر من حاجته الى رجال سياسة وتكتيكات، كما يفعل السيد شرار، وان بإمكان هؤلاء الوزراء التنفيذيين فعل الكثير واجراء الاصلاحات المطلوبة في وزاراتهم والمؤسسات التابعة لهم متى ما توافرت لديهم قوة الحجة وصدق النية والارادة الصلبة.
واخيرا بينت تجربة بنك بوبيان ان هناك الكثير من الخير الذي يجب ان نتوقعه من حكومة الشيخ صباح على الرغم من البؤس الذي اصبح يصيبنا منها بين الحين والآخر، ومن غير الانصاف مطالبة الرجل بتناسي تركة ثلاثين عاما، كان هو في احيان كثيرة جزءا منها، في ايام معدودة، ولكن هذا لا يعني ان سكوتنا عن الخطأ أصبح امرا منتهيا منه.
***
ملاحظة (1):
نشكر وزير التجارة على قراراته الإدارية الجيدة الاخيرة، التي تم من خلال احدها ترقية السيد علي عبدالله البغلي الى وكيل وزارة مساعد، فهذا الرجل من اكفأ موظفي وزارة التجارة.
ملاحظة (2):
كما نشكر وزارة الاشغال في عهد وزيرها النشط والمخلص، بدر الحميدي، على قيامها أخيرا برفع مستوى أرصفة شارع خالد بن الوليد الذي يقع في منتصف العاصمة وينتهي في طرف منه عند سور الكويت القديم، تمهيدا لرصفه بشكل لائق بعد ان ترك لأكثر من 40 عاما، وليس في الامر اي مبالغة، دون رصف او صيانة حقيقية حتى وصل الى هذه الحال.