عندما يعاني المثقف
هي آنسة مثقفة تنتمي لأسرة طالما شغلها الأدب لعقود طويلة، ثم المحاماة، التي تعلقت بها من خلال تعلق أبيها بتلك المهنة العالية الأهمية.
غادرت الكويت وهي في مقتبل العمر لتنهل العلم، على حسابها الخاص، من أحسن مصادره، وتمكنت من الحصول على شهادتها الجامعية ثم الماجستير، وتبعتها بالدكتوراه التي حصلت عليها بامتياز مع مرتبة الشرف الأولىِ وخلال تلك الفترة تعلمت وتثقفت وأجادت ثلاث لغات أجنبية حيةِ عادت الى وطنها مدفوعة بحماس كبير لأن تضع ما تعلمته في الجامعة والحياة بتصرف طلاب العلم، ولكنها فوجئت بأن جامعة الكويت، حسب قولها، لا تقوم بتوظيف استاذ جامعي ما لم يكن مبتعثا للحصول على شهادة الدكتوراه من قبلها! علما بأن وزارة التعليم العالي، المشرفة على الجامعة من الناحية النظرية، سبق ان قامت بمعادلة كافة الشهادات الدراسية والعلمية التي تحملهاِ كما من المعروف ايضا ان هناك العشرات ممن يعملون كأساتذة في الجامعة من غير المواطنين، وهؤلاء لم يتم ابتعاثهم بطبيعة الحال للدراسة في الخارج على حساب جامعة الكويت!
لم تيأس بل قررت طرق ابواب مؤسسة تعليمية أخرى ومن أجل ذلك ذهبت للهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، كلية التربية الأساسية، التي سبق ان قامت بالتدريس فيها قبل حصولها على شهادة الدكتوراه، والتي سبق ان وعدت بالعمل فيها شريطة حصولها على شهادة الدكتوراه في التخصص الذي كانت، ولاتزال الهيئة بحاجة إليه، ولكن المفاجأة الثانية التي كانت بانتظارها هي رفض الكلية توظيفها لأسباب واهية، كما تقول، ومنها ما تعلق بمظهرها الخارجي!
وتستطرد آنستنا في القول انها لم تكن تأبه بكل ذلك الرفض والإصرار على عدم إعطائها الوظيفة التي تعتقد أنها أكثر تأهيلا لتقلدها من بعض أساتذة الهيئة أو الكلية، لولا انها اكتشفت بطريق الصدفة ان ذلك الاستاذ الجامعي، غير الكويتي، الذي اتهم بتمزيق صفحات من القرآن يحمل التخصص نفسه الذي تحمله هي، وشهادته صادرة عن جامعة أكثر تواضعا من الجامعة التي سبق ان حصلت على شهاداتها منها.
التفاصيل موجودة لدينا ونأمل أن يتحرك مكتب السيد مدير عام جامعة الكويت ومكتب السيد مدير عام التعليم التطبيقي للرد على هذه الشكوى المريرة!.