مرحلة ما بعد بشار
ذكر رجل الدين المصري محمد متولي شعراوي، بعد سنوات قليلة على رحيل الرئيس المصري جمال عبدالناصر في بداية السبعينات، أنه صلى ركعتين شكرا لله على خسارة مصر في حرب الايام الستة مع اسرائيل في عام 1967، ففوز عبدالناصر في تلك الحرب لم يكن في صالحه من جهة، ومن جهة اخرى لم يكن يريد للسلاح الروسي الكافر، الذي كان الجيش المصري مجهزا به، ان ينتصر على السلاح الغربي المؤمن الذي كانت تستعمله اسرائيل!
طرأ ذلك الموضوع على خاطري اكثر من مرة وانا استمع واقرأ عن كل ذلك الهجوم المقذع الذي ناله برنامج 'ستار اكاديمي'، والذي بلغ درجة تحريم مشاهدته وتكفير عرضه من قبل بعض محترفي اصدار الفتاوى! وكان نجاح ذلك البرنامج وما ناله من اهتمام منقطع النظير من مختلف وسائل الاعلام، والخليجية منها بالذات، بعد نجاح السعودي محمد خلاوي في الوصول الى الادوار النهائية، وتمكن بشار الشطي من منافسة زميله المصري محمد عطية على لقب 'البطولة'، مثار غيرة وحنق الجماعات الدينية المسيسة، تلك الغيرة وذلك الحقد اللذان أنسياهم الدور العظيم الذي لعبه شاب بمفرده، لا يملك غير سلاح الموهبة، والذي نجح بامتياز فيما عجزت عن القيام به عشرات السفارات ومكاتب الملحقيات الاعلامية والصحفية والثقافية والكويتية في الخارج.
وعلى الرغم من الفارق الكبير في عدد الاصوات التي حصل عليها كل من بشار وعطية، فانني اكاد اجزم بأن للمتأسلمين الكويتيين بالذات دورا في فشل 'مواطنهم' في الحصول على المركز الاولِ واكاد اجزم كذلك بأن الكثير من 'ذوي الاشباه الخاصة' قد تنفسوا الصعداء بعد سماعهم نبأ خسارة ابن الكويت للقب 'الستار'! كما لا استبعد مشاركة البعض منهم في التصويت لمنافسه المصريِ فما نجح بشار الشطي في تحقيقه لوطنه ومواطنيه، يتعارض تماما مع الصورة القاتمة واليائسة التي يحاول معارضوه صبغ الكويت بهاِ كما خالف الشطي بانجازاته كل ما تدعو له جمعيات الجماعات المتطرفة ولجانها التي لا ترى في حياتنا سوى الحزن والكآبة والسواد والزفت والقطران!
تحية من القلب ل'بشار'، وعسى ان يكون فوزه علامة فارقة في حياتنا، ولا نملك غير القول لكل اولئك الحاقدين ما سبق ان قلناه في احدى القنوات الفضائية لكل اعداء الكويت: موتوا بغيظكم!
ملاحظة:
بعد الانتهاء من كتابة هذا المقال اطلعت على ما كتبه السيد محمد المليفي في جريدة السياسة (الاحد 4/4/2004) من ان الفرحة غمرته عندما قام مولاه محمد العوضي بالاتصال به ليزف له بشرى خسارة بشار الشطي! هذا للعلم فقط، ونعيد ونقول موتوا بغيظكم!