بتسخير أو بغير ذلك
أشادت الادارة الأميركية في أعلى مستوياتها بمواقف الكويت المشرفة تجاه الحرب على الارهاب، كحليف استراتيجي يعتمد عليه من خارج حلف شمال الاطلسي (الناتو)ِ وجاءت تلك الاشادة في الحفل الفخم الذي أقيم في وزارة الدفاع بحضور ركنين أساسيين من أركان الحكم في الكويت هما: وزيرا الخارجية والدفاعِ وذكر نائب وزير الدفاع الاميركي إن منح الكويت صفة الحليف يعكس احترام الولايات المتحدة الاميركية العميق لدولة الكويت الصديقة ويزيد من أعباء المسؤوليات المشتركة بين الدولتين الصديقتين.
إن الدور العظيم الذي لعبته الولايات المتحدة في حياة الكويت، وطنا وشعبا، وبالذات في الفترة الواقعة بين فبراير 1991، يوم تحرير الكويت، وإلى ابريل 2004 يوم سقوط صدام في بغداد، دور لا يمكن نسيانه حتى من أكثر الناس جحودا ونكرانا للجميلِ وطالما بقينا، وربما سنبقى كذلك لفترة طويلة قادمة، شعبا قليل العدد ووطنا صغير المساحة في محيط من دول أكثر سكانا وأكبر حجما واقل استقرارا، فان حاجتنا الى من يقوم بمهمة الدفاع عن كينونتنا سوف تبقىِ وهذا يعني أن كل من يحاول التقليل من أهمية هذا التحالف الذي يرتبط بوجود الكويت ككل، يعرض أمنها ورفاهية شعبها واستقرارها للخطر، وهي أمور لا يجب التهاون معها بأي شكل من الأشكال، مهما تغيرت أو تنوعت سياسات حكومة الولايات المتحدة تجاه مختلف القضايا العربية الأخرى التي اعتدنا تسميتها بالمصيرية، فعندما يتعلق الأمر بوجود الكويت، فإن الامور المصيرية الاخرى تصبح غير ذات أهمية، وقد رأينا حقيقة ذلك صباح يوم الثاني من أغسطس 1990 يوم كادت الكويت ان تصبح بندا آخر من بنود 'القضايا المصيرية' التي تعرض على اجتماعات الجامعة العربية في اجتماعاتها السنوية.
الشاهد ان الدور التاريخي للولايات المتحدة في تحرير الكويت، ودورها الحالي والمستقبلي في ضمان استقلالها وبقائها حرة، دور يجب ألا ينسىِ وقد شبه أحد الزملاء الدور العظيم للولايات المتحدة في تحرير الكويت بطريقة تدعو الى الغرابة حقا، حيث ذكر أن موقف الامتنان الذي نشعر به تجاه اميركا يشبه 'تماما' موقف ذلك الناخب الذي قام نائب منطقته بتوظيف ابنه بالواسطةِ فقام الناخب برد الجميل له بأن اصبح من مؤيديه و'مفتاحه الانتخابي'! ولكن النائب تغير وكثرت الملاحظات على تصرفاتهِ وفي الانتخابات التالية 'طالبوا' الناخب بالامتناع عن التصويت لذلك النائب 'الفاسد' والمتهم بالكثير، ولكنه اصر على موقفه قائلا انه مدين له لأنه قام يوما بتوظيف ابنه!
ووصف الزميل المدافعين عن دور اميركا، والمصرين على الامتنان لها لدورها في صيانة أمنها والدفاع عن وجودها بأنهم، كذلك الأب، مشلولو التفكير انانيو النزعة ونظرتهم لا تتجاوز 'أرنبات' أنوفهم!
ملاحظة: من القسوة القول ان البعض منا ربما بحاجة الى غزو آخر، فقط لكي يتذكر الهوان والذل اللذين عاشهما لفترة سبعة أشهر دون سند من أحد غير الولايات المتحدة وبريطانيا، بتسخير أو بغير ذلك!