ما هي نسبة السذج بيننا؟ (4/1)
هذه هي دول العالم التي تزيد نسبة المسلمين فيها عن خمسين في المائة: ألبانيا، افغانستان، اذربيجان، البحرين، بنغلادش، البوسنة، بروناي، تشاد، جيبوتي، الجزائر، مصر، العراق، جزر القمر، داغستان، اندونيسيا، ايران، الاردن، كازاخستان، قرغيزستان، ليبيا، موريتانيا، النيجر، الكويت، لبنان، ماليزيا، مالي، المغرب، عمان، السنغال، السودان، الصومال، طاجيكستان، تركمانستان، اوزبكستان، الباكستان، ساحل العاج، نيجيريا، تونس، قطر، السعودية، سوريا، تركيا، الامارات، مالي، غينيا، اليمن واخيرا زنجبار! اي ان هناك تقريبا 50 دولة اسلامية لكل منها علم خاص ونشيد مميز وشعار جميل!
ولو تساءلنا عما قدمته هذه الدول للبشرية في السنوات الخمسين الماضية، وفي اي حقل علمي كان، او حتى في تطوير ما هو معروف من علوم، او عن مساهمتها في مجالات اثراء التراث الثقافي والادبي والفني العالمي، دون الالتفات إلى انجازات بعض الدول العربية في مجال 'الفيديو كليب'، لوجدنا ان الجواب سوف لن يتعدى، بأي حال من الاحوال، مجموعة من الاصفار الصغيرة او صفرا واحدا كبيرا، مع استثناءات متفرقة هنا وهناك، وحتى اصحاب هذه الاستثناءات لم يسلموا من مختلف محاولات القتل والتكفير!
إلا ان هذه الدول، او عددا منها بالتحديد، وبالرغم من حالة التخلف والافلاس الثقافي والعلمي التي تعيشها، نجحت في احراز قصب السبق في ميدان مهم وحيوي، واجبرت كبرى المؤسسات المالية الغربية على اتباع نهجها فيه ومحاولة مجاراتنا، ليس من باب العجز، بل لأسباب اخرىِ فقد تبين للبعض من متقني ركوب الموجات العالية ومن صيادي الفرص أن هناك الكثير الذي يمكن استغلاله وجني الاموال الطائلة من ورائه، خاصة بعد تدفق اموال البترودولار على بعض الدول العربية ودول اسلامية اخرى كبروناي واندونيسيا ونيجيريا!
وهكذا نبتت فكرة استغلال الدين في انشاء البنوك وشركات الاموال الاسلامية، وتبعتها بعد ذلك مختلف الانشطة المماثلة الاخرى من تمويل وتأمين وشحن وبناء وتجارة والتي نبتت كالفطر البريِِ وهذه كلها، ولأربعة عشر قرنا تقريبا، لم يسمع بها احد، ولم يكتب فيها فقيه، ولم يتطرق لها عالم دين، ولم يفت بها مرجع فخيمِ كما انها لم تظهر للوجود او يتم تأسيسها لسد فراغ ديني، او لتغطية عيب فقهي، او تلبية لحاجة انسانية، بل تأسست لأن من كان وراءها رأى فيها فرصة لتحقيق اكبر قدر من الربح في اقصر فترة ممكنةِ وهنا يجدر بنا ان نعطي الكويتيين، وقادة حركة الاخوان المسلمين منهم بالذات، قصب السبق في هذا المجال، فقد كانوا بحق اول من فكر في تطويع الدين لتحقيق الملايين!
ِِ وللموضوع بقية.