زين وشين
يمكن اعتبار الشفافية التي صاحبت عملية الاعلان عن اسم مساعد مدير ادارة عمل محافظة العاصمة، والقبض عليه متلبسا بجرم اصدار آلاف تصاريح العمل المزورة وتحقيق ثروة كبيرة من ورائها مع شريكه المصري، اول انجاز يتعلق بمحاربة الفساد في حكومة الشيخ صباح الاحمد، والتي ربما تكون القضية الادارية الاولى التي نسمع بإلقاء القبض على الجناة وتقديمهم للنيابة منذ عقود، والتي كان من الممكن التستر و'الطمطمة' عليها في ايام الوزير السابق.
تحية للوزير فيصل الحجي واخرى لما نتمنى ان يكون الاسلوب الذي ستنتهجه حكومة الشيخ صباح الاحمد في محاربة الفساد الذي اصبح يعشش في زاوية كل ادارة ومرفق ومؤسسة حكومية.
هذه ال'زين' للحكومة، اما ال'شين' في حقها فقد كانت الهفوة التي ارتكبتها، ربما من دون قصد، والتي تمثلت في 'ضعف' مستوى حضورها وتمثيلها في الاحتفال الذي اقامته سفارة 'الفاتيكان' بمناسبة مرور ربع قرن على تولي رأس الكنيسة الكاثوليكية الكرسي البابوي، وهي مناسبة نادرة الحدوث من جهة وذات مدلول سياسي واجتماعي مهم من جهة اخرى، حيث كان من المفترض قيام وزير او اكثر من الحكومة، او حتى وكيل وزارة الخارجية، بتمثيل الدولة في تلك المناسبة! خاصة اذا علمنا ان السفير البابوي في الكويت، الذي يمثل الفاتيكان في كافة دول الخليج العربية الاخرى، قد دعا عددا كبيرا من الشخصيات الكنسية المرموقة في منطقة الشرق الاوسط وبعض الدول الاوروبية والآسيوية لحضور تلك المناسبة 'المميزة'! وكان من المفترض الحضور الحكومي المكثف، ليس فقط تقديرا لمواقف الفاتيكان من قضايا الشرق الاوسط بشكل عام، بل للاستفادة ايضا من تلك المناسبة وذلك التجمع للتركيز على دور الكويت الانساني والحضاري في المنطقة وما تمثله من تسامح وما تدعو له من محبة وتعايش سلمي بين اتباع مختلف ديانات اهل الارض.
* * *
ملاحظة:
ربما تعتبر الكويت الدولة الوحيدة في العالم التي تتعطل فيها حركة مرور السيارات في اتجاه ما، دون وجود ما يعيق حركتها في ذلك الاتجاه، وذلك عند وقوع حادث مروري في الاتجاه المعاكس! حيث نجد سائقي المركبات والفضوليون منهم بالذات، وما اكثرهم، يوقفون مركباتهم على جانبي الطريق وفي اماكن خطرة للجري ومشاهدة الحادث في الجانب الآخر، او يقوم جزء كبير منهم بالتوقف في وسط الطريق او في ابطاء السير الى الدرجة الدنيا للتمكن من مشاهدة حادث المرور في الاتجاه الآخر!