تجارة الوزير الطويل
ربما يعتبر اختيار السيد عبدالله الطويل لمنصب وزير التجارة القرار الاكثر توفيقا ضمن التشكيلة الوزارية الحاليةِ وكون الكويت دولة تجارية في المقام الاول، قبل وبعد ظهور النفط، وبسبب اعتماد نسبة كبيرة جدا من شعبه ومن المقيمين على ارضه على التجارة كمصدر رزق، فقد كان مهما تقلد شخص كفء لهذا المنصب الحساس، بل اصبنا بالصدمة تلو الاخرى من اداء الوزراء السابقين.
لكي ينجح الوزير الجديد في عمله، ويترك بصماته الواضحة على الوزارة، وليثبت للجميع ان الفريق الذي ينتمي اليه، والذي حرم لسنوات طويلة من تقلد الكثير من المناصب السياسية المهمة، هو الفريق الاجدر بالثقة والاهتمام، ليس فقط لكفاءته بل لما اثبته، ولأكثر من مرة وعلى اكثر من صعيد، انه الاقرب للكويت والاكثر اخلاصا لقضاياها، فإن الوزير 'الطويل' مطالب بالاهتمام بالملفات المهمة التالية:
اولا: حسم موضوع تجديد عقد المنطقة الحرة، حيث ان من المخجل حقا بقاء الخلاف حوله معلقا كل هذا الوقت بسبب امور بالغة السخف، خاصة اذا اخذنا في الاعتبار ما يتعرض له الاقتصاد من خسارة نتيجة بقاء سيف الغاء العقد مع ادارة المنطقة مصلتا على رؤوس آلاف المستثمرين فيها.
ثانيا: حسم موضوع بيع القسائم التخزينية والصناعية في مختلف المناطق لمستأجريها، وترك الخيار لمن لا يرغب في الشراء باستمرار عقده الحالي مع الدولةِ ومعروف ان ما تجنيه الدولة من قيمة ايجارية عن هذه القسائم لا يزيد كثيرا عما تتكلفه من رواتب ومصاريف لتحصيل تلك الايجارات! دع عنك ما يمكن ان يعود للدولة من عائد نتيجة استثمار عائد بيع تلك القسائم الذي من الممكن ان يتجاوز المليار دولار بكثير.
ثالثا: تشكل لجنة 'تجارية' عليا يناط بها امر سوق الكويت للاوراق المالية ومختلف اوضاع الشركات المساهمة، بنوعيهاِ فقد عانى الكثيرون، وتعرض الاقتصاد وعدد كبير من الافراد لخسائر مالية كبيرة نتيجة ضعف وسائل وطرق الاشراف على الجمعيات العمومية للشركات المساهمة.
ان هذه اللجنة سوف تحل محل المستويات الادارية متواضعة الامكانات والقدرات التي تقوم حاليا بالاشراف على جمعيات شركات واوضاع مؤسسات تتحكم في مليارات الدنانير ويرتبط بها مصير عشرات الالاف المستثمرين والمتعاملين.
وهناك بطبيعة الحال مجموعة كبيرة اخرى من الامور التي لا يمكن ان تخفى عن نظر الوزير الجديد والتي نتمنى ان تنال اهتمامه اذ سبق ان اهملت من قبل الوزراء السابقين له اما لدواع انتخابية اولنقص في الخبرة والتجربة، او لعدم الرغبة في التسبب في 'زعل' الاعمام.
وعليه نطالب السيد الوزير عبدالله الطويل بالاسراع في وضع برنامج عمل وزارته امام رئىس مجلس الوزراء لأخذ موافقته عليه، ان كان ذلك ضروريا من الناحية القانونية، او البروتوكولية، ومن ثم الاسراع في تنفيذهِ وبخلاف ذلك فإننا سنكون اول المصفقين والمهنئين له ان قام بالاعتذار عن الاستمرار في تقدمه لمنصب الوزير.
***
ملاحظة:
قام وفد من جمعية الصحافيين الكويتية، والذي يدعي الايمان بالحرية والمسؤولية، كما يقول شعاره، بزيارة للبنان لتقديم الشكر لنسبة كبيرة من شعبه ومسؤوليه على موقفهم 'العجيب والمميز' من الكويت اثناء عملية تحرير العراقِ كما قام الوفد الصحفي، الذي سمي بالاعلامي، والذي جمع عددا من اعضاء مجلس ادارة الجمعية وبعض الاخوة الزملاء، بزيارة العميد رستم غزاله قائد القوات السورية في لبنانِ ولم يكتف اعضاء الوفد بالتصوير مع مدير المخابرات السابق،، بل قاموا بتقديم درع تذكارية له بمناسبة تشرفهم بزيارته.