الاول بين متساوين
على الرغم من ان لدينا صوتا انتخابيا واحدا في دائرتنا (الجابرية) يمكن عن طريقه انتخاب مرشحين اثنين لمجلس الامة القادم، اضافة الى ما نمتلكه من تأثير ايجابي على عشرة اصوات اخرى على الاقل في المنطقةِ وعلى الرغم من ان احدا لم يقم حتى بالاتصال بنا بخصوص شراء اي صوت منها! الا اننا نعاني من حيرة لم تواجهنا قط، وتكمن في عدم ايماننا او قناعتنا بمرشحي المنطقة الاخرين بعد ان قررنا اختيار المرشح السيد احمد المنيس!
فهذا مرشح سلفي حتى النخاع يبعد آلاف الاميال عن فكرنا، ينافس في الوقت نفسه قريبه، الذي سبق ان اتهم بالدفع، للوصول الى جنة المجلس.
وهذا من 'الاخوان' مدمن على الترشيح بالرغم من كل سوء الحظ الذي رافقه في الانتخابات الماضية والتي قبلهاِ ورابع طائفي سبق ان فعل المستحيل ولكنه فشل في كل مرة في الوصول الى مقعد المجلس الوثير، على الرغم من كل ذلك العدد الكبير الذي صوت لهِ وخامس اعطي اكثر من فرصة وفي اكثر من مجلس ولكنه فشل في كل مرة في ان يخلق لنفسه تحت قبة البرلمان لونا محددا وخطا واضحا، وكان موقفه من حقوق المرأة اكثر من مشينِ اما البقية فيمكن القول ان غرامهم الموسمي بوضع صورهم، وبأوضاع مختلفة، على الارصفة المتربة، يتجاوز بكثير رغبتهم في الوصول الى مقاعد المجلس التشريعي!
وعليه فنحن، وربما معنا الكثيرون من ابناء المنطقة 'الذكور'، نعاني من مشكلة اختيار من يستحق منحه صوتنا، وهذه مشكلة ليست بالهينة ولم تنشأ من فراغِ فمؤلم ان تشعر بأن صوتك الانتخابي امانة، وان عليك ممارسة حقك الانتخابي عن طريقه، ولكنك تشعر في الوقت نفسه انك مقيد بسبب ضيق مساحة الاختيار، بعد ان انقلبت الموازين وأضحت عملية الترشيح للانتخابات عاملا طاردا لذوي الكفاءات والخبرات، الا ما ندر، بعد ان كانت في البدايات الاولى للديموقراطية عاملا جاذبا لهمِ وقد ادى هذا الوضع، او هذا النفور الى ايصال الاوضاع السياسية والممارسات النيابية الى ما وصلت اليه من تدن مخجل ومبك، وربما هذا ما رغب وعمل البعض جاهدا لتحقيقه، ولكن ما العمل ونحن لا نزال، وبعد اكثر من 40 عاما من التجربة الديموقراطية، وثلاثة ارباع قرن من التعليم المنتظم، وبعد حصول عشرات الآلاف من الشباب والشابات على اعلى مستويات التعليم في العالم، عاجزين عن تقديم مرشحين مميزين في منطقة انتخابية يبلغ عدد ناخبيها ستة آلاف او اكثر بقليل؟!.