الكيل بمكيالين
قرر عدد من 'الناشطين' الاسلاميين في الكويت تشكيل جمعية تضمهم وعددا من الشباب الذين وقعوا تحت التعذيب من قبل الاجهزة الامنية في الكويتِ وذكر المتحدث باسم هؤلاء الناشطين أن الهدف من انشاء الجمعية هو المحافظة على كرامة الانسان والتحدث بأصوات هؤلاء المعذبين(!!) وفي الوقت الذي نؤيد و'نبارك' فيه مسعى هؤلاء لتكوين جمعية تدافع عن قضاياهم وتخفف من آلامهم فإننا نطالب بدورنا، كمواطنين عاديين، ومن غير المنتمين لأية احزاب او قوى دينية متخلفة، بالموافقة لنا على تأسيس جمعية تقوم بالدفاع عن كراماتنا، والمطالبة بحقوقنا وحقوق المئات من أبنائنا من هؤلاء أنفسهم الذين يطالبون بتأسيس جمعية تدافع عن حقوقهم وكراماتهم قبل الاجهزة الأمنية والحكومية.
فقد حرم الآلاف من المواطنين، العاطلين عن العمل حتى اليوم، وفي مخالفة صريحة وواضحة لمختلف مواد الدستور والمبادئ الانسانية، من 'شرف' العمل في العشرات من المؤسسات والوزارات الحكومية والمئات من الشركات الخاصة، إما بسبب انتماءاتهم السياسية أو لاختلاف مذاهبهم او دينهم عن مذهب ودين أولئك المهيمنين على تلك الوزارات والمؤسسات الحكومية والتجارية والمالية، والأمثلة على ذلك أكثر من أن تحصى!
كما نطالب كذلك بتأسيس جمعية اخرى تقوم بالدفاع عن حقوق المئات من الفتيان والفتيات، ومن الرجال والنساء، ومن المواطنين والمقيمين ممن تم توجيه مختلف الاعتداءات والاهانات الجسدية واللفظية لهم (فتاة المعهد التجاري وغيرها) والتي أثرت، ولاتزال تؤثر، في نفسياتهم، وأورثت الكثيرين منهم عقدا يصعب التخلص منها، وجعلتهم يشعرون بانعدام الأمان في مجتمع يفترض بأنه يحكم من قبل مؤسسات دستورية تمنع الافراد من تطبيق القانون بأنفسهمِ والغريب ان تكون غالبية افراد هذه الفئة من ضحايا الافراد انفسهم الذين يطالب الناشطون الاسلاميون بتوفير الحماية والكرامة الانسانية لهم، فجيد أن نلاحظ حرص هؤلاء الناشطين الاسلاميين على توفير اقصى درجات الحرية والكرامة الانسانية للمنتمين إليهم، ولكن كريه ومؤسف ملاحظة عدم اهتمامهم بحريات الآخرين وكراماتهم، وخاصة من غير المنتمين إليهم، او الى خطهم السياسي.