هذه هي اكتشافاتنا العلمية
قامت لجنة 'الصحبة الصالحة'، فرع صباح السالم، وهي واحدة من عشرات الجمعيات واللجان والجهات غير المشروعة قانونيا، والتي سيكون لها باع طويل في تشكيل الخريطة الانتخابية المقبلة ودور مؤثر فيما سيفرزه المجتمع من مجلس نيابي ذي صبغة متخلفة، قامت بطباعة بطاقات بحجم كف اليد تظهر صورة هاتف نقال على شكل مسدس وبجانبه عدد من الرصاصات، مع ذكر الكلمات التالية: نظرةِِ ابتسامةِِ موعدِِ لقاءِِ؟ وكتب في زاوية البطاقة وبخط أحمر كبير: أترضاه لأختك؟ ويبدو أن اللجنة تحاول في رسالتها الأخلاقية هذه أن تقول ان نظر الشاب الى الفتاة سيقود الى الابتسامة التي ستؤدي الى موعد فلقاء، فجنس وفجور وفحش وما يتبع ذلك من آثامِ وطالبت الشباب بالتالي، والذكور منهم بالذات، حيث لا حساب لأحاسيس الإناث عند هؤلاء، الذين يعتبر الكثيرون منهم أنهن مجرد أدوات غواية، ولا شيء غير ذلك، طالبوا الشباب بغض بصرهم لكي لا يروا ابتسامة الغواية من الجانب الآخر، وحتى لا يقوموا بالتالي بتحديد موعد لقاء عن طريق الهاتف النقالِِ إلخِِ ولا أدري أين كانت هذه الجمعية في السبعة آلاف سنة الاخيرة من عمر البشرية وقبل اختراع الهاتف النقال؟
وفي سعي الجمعية المبارك لحث الشباب على غض النظر، بعد ان تبين ان في 'عدم غضه' يكمن سبب تأخرنا في كل مجال وضعف حالنا في كل مقال، أوردت الفوائد العشر التالية لغض النظر حيث قالت انه يخلص القلب من ألم الحسرة، ويورثه نورا واشراقا يظهر ان في العين وفي الوجه وفي الجوارح (!!)، كما أن إطلاق البصر يورثه الظلمةِ كما يورث غض البصر الصحة والفراسة (!!) ويفتح طريق العلم وأبوابه (!!) ويورث قوة القلب وشجاعته فيجعل له سلطان الحجة (!!) ويورثه سرورا وانشراحا، ويخلص القلب من اسر الشهوة، ويسد عنه أبواب جهنم، يقوي العقل ويزيده رجاحة، ويخلصه من سكرة الشهوات ورقدة الغفلة (!!)
فإذا كانت هذه فوائد غض النظر فقط، فما هي إذن فوائد عدم القدرة على الإبصار التام؟