خمسة مليارات الموانئ
بعد خمسة مقالات، وما سطرته اقلام غيرنا من الزملاء عن مشكلة موانئ الدولة، ادرك مدير عام مؤسسة الموانئ أن اجراء ما يجب اتخاذه لإيقاف سيل الانتقادات الموجهة الى طريقة عمل المؤسسة، ومعالجة مواقع الخلل وجهات القصور في تلك المؤسسة الحيوية والخطيرة، والتي ستزداد اهميتها، وما يمكن ان تقوم به من دور في عملية اعادة بناء العراق، كلما اقتربت نهاية نظام صدام القبيح.
ففي اجتماع استمر حتى الساعات الاولى من صباح يوم الاثنين الماضي، وبحضور ممثلين عن غرفة التجارة وشركات الملاحة والنقل والجمارك والبلدية، اصدر مدير عام الموانئ تعليماته بضرورة استمرار العمل في الموانئ على مدار الساعة بفترتين صباحية ومسائىة، الأمر الذي يعني ارتفاع طاقة التفريغ من 400 حاوية تقريبا الى 800 حاوية، اي الضعف تماماِ كما ستكون عمليات توثيق مستندات تخليص البضائع على فترتين ايضا، بحيث تمتد الثانية حتى الحادية عشرة مساءِ كما سيتم التنسيق مع 'الداخلية' لتسهيل حركة قوافل الشاحنات، كما وافقت البنوك على فتح فروعها في تلك المنطقة على مدار الساعة لمواجهة الضغط المتوقع.
في الوقت الذي نشكر فيه السيد مدير عام مؤسسة الموانئ على تحركه واستجابته السريعة لمطالباتنا بضرورة تطوير الموانئ، الا اننا لا بد من ان نشير الى ما ورد على لسانه في الصحف المحلية في ذلك الاجتماع الذي سبق ان اشرنا اليه، والذي ذكر فيه ان 'كل ما يتردد عن عمليات تأخير للبضائع او ترد في مستوى الخدمات، كلها اشاعات ونعلم الهدف منها جيدا' وحيث اننا كنا من 'اولئك' الذين روجوا لتلك 'الاشاعات' عن حالة موانئنا، فإننا نطلب من الشيخ صباح جابر العلي، مدير عام مؤسسة الموانئ، فضح اهدافنا 'التي يعرفها جيدا'، لكي يعرف القراء وجمهور المتعاملين مع مؤسسة الموانئ حقيقة تلك الاهداف!ِ كما نطلب منه توضيح وشرح 'الاشاعات' التي قمنا بترويجها عن المؤسسة، علما اننا قمنا بنشر آرائنا بصراحة ووضوح تامين من خلال مجموعة من المقالات، وسنكون سعداء جدا باستلام رد الموانئ عليها مباشرة او من خلال مؤتمر صحفي، وليس عن طريق اتهام هنا وانتقاد هناكِ ويعلم السيد المدير العام اننا لو كنا ضمن وفد غرفة التجارة، الذي رافقه في جولته في الميناء، لكانت الصورة مختلفة كثيرا.
ان ما صدر عن السيد مدير عام الموانئ شخصيا من تعليمات تتعلق بزيادة ساعات العمل الى 24 ساعة في اليوم، لمواجهة التأخير المتراكم في عمليات تفريغ الحاويات، كاف للرد على ما قاله من عدم وجود تأخير للبضائع او ترد في الخدمات!
ان موانئ الكويت لا تزال تحتاج الى الكثير، ونحن على استعداد للتعاون مع اي جهة كانت لشرح وجهة نظرنا واظهار ما لدينا من نقاط ومستندات، وان ما قامت به مؤسسة الموانئ حتى الان يعتبر الخطوة الاولى في الطريق الصحيح، والتي نرجو ان تتبعها خطوات كثيرة اخرى.
ملاحظة: ذكر تقرير نشر في الصحف المحلية بتاريخ 11/3، على لسان احدى وكالات الانباء (!!)، ان الحكومة الكويتية قامت، ومنذ التحرير وحتى اليوم، بإنفاق خمسة مليارات دولار على صيانة وتحديث موانئها! وهذه نكتة غير معروفة المصدر! والحقيقة ان ما صرف على تحسين الموانئ لا يبلغ عشر هذا المبلغ، علما بأن مشكلة الموانئ تكمن، في جزء كبير منها، في فساد وخراب بعض شركات المقاولات العاملة فيها.
أحمد الصراف