جيوب المسؤولين
انتقد الزميل محمد مساعد الصالح كثرة عدد مرافقي كبار مسؤولينا في مختلف المؤتمرات، وركز انتقاده على وجود شخص محدد لكل مسؤول تكون مهمته حمل الخطاب المقرر القاؤه في الندوة او المؤتمر، وتسليمه للمسؤول امام آلاف العيون ليقوم بالخطابة من محتوياته، ومن ثم استلامه، او التقاطه، عند الانتهاء من القاء الخطاب.
ربما جاء انتقاد الزميل لهذه الظاهرة بسبب عدم المامه التام بما يحيط بهذه المهمة، مهمة تسليم الخطاب والتقاطه، من ملابسات نجد من الضروري توضيحها له ولبقية القراء من واقع عدد من 'ترزية'، او خياطي بعض من مسؤولينا، حيث تبين ان الكثيرين من هؤلاء طلبوا عدم تركيب، او وضع، جيوب لدشاديشهم، ربما تيمنا بذلك الذي قال ان المسؤول يجب الا تكون لملابسه جيوب، او لأسباب اخرى سيأتي شرحها تاليا.
وعليه، من السهل تبرير وجود حامل الخطاب في المؤتمرات، حيث لا جيوب في ملابس المسؤول يمكن ان يحتفظ فيها بأوراقه او خطاباته، ومن غير المستساغ قيامه 'شخصيا' بحملها بيده، وهو الذي يحتاج الى كلتا يديه للمصافحةِ اذا القاعدة تقول: في غياب الجيوب لا تحمل الخطوب، والخطوب جمع خطاب ولا علاقة للكلمة بالكوارث!.
اما بخصوص الاسباب الاخرى الكامنة وراء رفض بعض المسؤولين خياطة جيوب لدشاديشهم، او ملابسهم الوطنية، فإنها تعود في حقيقة الامر الى سببين رئىسيين: فمجموعة من هؤلاء المسؤولين يرفضون وضع الجيب تعففا وزهدا في المال، وكإيعاز الى عدم رغبتهم في ان يدس احد شيئا ما في جيوبهمِ اما المجموعة الاخرى، فإن رفضها جاء من باب التعالي، فما يمكن ان يسعه الجيب، اي ما يمكن وضعه فيه من مال وذهب ومجوهرات مقابل خدمة هنا او معروف هناك لا يستحق الحمل اصلا، وهدفهم ابعد من ذلك بكثير!، نرجو ان نكون بهذا قد قمنا بتوضيح الدور الاستراتيجي المهم الذي يقوم به حامل، او لاقط، ورقة المسؤول!.
***
ملاحظة:
يقال ان سبب رفض بعض مسؤولينا حمل الورقة المدون بها نص الخطاب المطلوب منهم القاؤه يكمن في تواضعهم الجم، حيث لا يرغب هؤلاء في حمل نص لم يكن لهم دور في صياغته!.