كيف ننتهي من العشرة في المائة الباقية؟
كنت في رحلة علاج خارج الكويت عندما تم القبض على الجاسوس الكويتي وعندما وقع الحادث الاجرامي الذي ذهب ضحيته مواطن أميركي بريء واصابة مواطن آخر له بجروح خطيرة، ولم يتسن لي بالتالي التعليق على الحادث في حينه وتهنئة رجال الداخلية على يقظتهم و'حظهم الذي يكسر الصخر'، بتوفيقهم السريع في القبض على الجاني والتعرف على المشتبه فيهم أنهم تعاونوا معه، والذين 'فاجأونا' والعالم أجمع بأنهم ممن سبق أن اتهموا بالقيام بعدة أعمال إرهابية اخرى ومنها حادثة الاعتداء الآثمة على طالبة 'المعهد التجاري'!.
إن هذا الاختراق الخطير، والظروف الأمنية الدقيقة التي نعيش فيها وتكرار عمليات الاعتداء الآثمة، من جهات معروفة على مختلف الجهات والمؤسسات وبالذات على المواطنين الغربيين، من عسكريين ومدنيين، وتزايد حالات الاختراق العراقية لأجهزتنا الأمنية، تظهر بشكل واضح أن الوظيفة الاساسية للأجهزة الأمنية في مثل هذه الظروف هي حماية المواطنين والمقيمين من هذا النوع من الاختراقات والاعتداءات، وليس تضييع وقتها وجهودها في مرافقة مواكب صغار المسؤولين وملاحقة الشباب في الاسواق و'القبض' على بضع زجاجات خمر هنا واعتقال مجموعة من النساء والرجال غير السويين هناك، وتصوير كل ذلك وكأنه نصر أمني كبير!.
وبهذه المناسبة ننتهز هذه الفرصة ايضا لتقديم الشكر لمعالي النائب الأول على تصريحه الذي ورد في 'القبس' 26/1 والذي تمنى فيه ان تكون مشكلة الارهاب لدينا قد انتهت بنسبة 90 في المائة (!!) ونؤيد تماما دعوته بعدم اعتبار المشكلة كبيرة حيث ان المتهمين، في رأيه، يعدون على اصابع اليد الواحدة!.
وبما ان الأمر كذلك، وحيث ان النسب تم تحديدها بهذا الشكل الدقيق والواضح فاننا نتمنى على الحكومة ووزير الداخلية وقوى الأمن، حفاظا على أرواحنا وأرواح ضيوفنا ومن قدموا من آلاف الأميال للدفاع عنا وعن تراب وطن لا يستحقه الكثيرون منا، القاء القبض على العشرة في المائة الباقية من الارهابيين، وحجزهم على ذمة التحقيق، وإطلاق سراحهم بعد انتهاء المدة القانونية، واعادة القاء القبض عليهم وحجزهم بعدها بساعة واحدة، وتكرار هذه العملية الى ان يقضي الله أمرا كان مفعولا، وتنتهي المنطقة والعالم من شر صدام والجهلة من أتباع 'بن لادن' وناطقه 'سليمان' ومستشاره 'الظاهري'.
ملاحظة: كتبنا بالأمس عن النجاح الذي حققه ضابط بريطاني متقاعد وابنه، المصابان بمرض السكر، في الوصول الى القطب المتجمد الجنوبي، واليوم حملت لنا الانباء انجازا رائعا آخر حيث قامت السلطات الأمنية لدينا باتهام اب وابنه في حادثة القتل السياسية الأخيرة التي وقعت في البلاد!! وهذه أول مرة يتم فيها القبض على أب وابنه في حادث ارهابي واحد، ويبدو أننا سنتخصص، والى فترة طويلة قادمة، في تحقيق هذه العينة من الانجازات الباهرة!.