الطبيب المسلم الحاذق
الصوم عبادة، وفي ادائه أداء لركن من اركان الدين الاسلامي وتنفيذ لتعليمات ربانية واضحةِ وفي الصيام تسمو النفس وتقترب من خالقها وتتآلف القلوب ويشعر كل واحد منا بعناء الاخر، فيتم التقارب البشري بأسمى صورهِ وللصيام فوائد نفسية ومعنوية عديدة، ففيه ترويض للنفس ورضاء بحكمة الخالق ويقين بفوائد الصيام.
هذا هو الصيام وهذا هو الهدف منه، وكل ما يقال وينشر في الصحف والمجلات عن فوائده الصحية، وخاصة للمصابين بمختلف الامراض كالسكر وضغط الدم وامراض القلب، غير دقيق ويفتقد الادلة الواقعية.
المشكلة ان من يعلم هذه الحقيقة من الاطباء ليس على استعداد للمجاهرة بما يعلم خوفا من ان يلام وإما يطعن في دينهِ ومن تصدى، او يتصدى، لهذا الموضوع اما غير عالم واما مستفيد من الخطابة او الكتابة فيه، فالصوم يتطلب الانقطاع عن الطعام والشرابِ والامتناع عن تناول الطعام بشكل عام، ولساعات في اليوم، امر مفيد للكثير من المرضى، وحتى للاصحاء من البشرِ ولكن الخطورة تكمن في امتناع المرضى عن تناول السوائل، فنقص نسبتها في الجسم يؤدي الى الجفاف (الديهادريشن) ويتسبب هذا في تخثر الدم مما يرفع من احتمال الاصابة بجلطات القلبِ كما يؤثر نقص السوائل في الجسم في فعالية اي دواء يقوم المريض بتناوله، حيث تفقد هذه الادوية جزءا كبيرا من فائدتها بسبب بطء تفاعلها مع الدم، الامر الذي يؤدي بصورة تلقائية الى ارهاق الكلية بسبب تركز الادوية فيها مما يعني زيادة في نسبة الاعراض الجانبية السيئة للمواد الكيماوية التي تحتويها الادوية عادة.
ان الدين الاسلامي الحنيف لم يقل يوما ان علينا الصيام لانه صالح لأجسادنا، كما لم يبرر فرض الصلاة لأسباب صحية، بل طلب منا، كمسلمين، اداء الفرائض لانها اوامر إلهية عليا ما علينا الا اطاعتها.
يبقى ان نذكر ان ما اورده احد اطباء القلب، ربما في دعاية مجانية لعيادته، من ضرورة اتباع نصائح الطبيب المسلم الحاذق بالصوم او الافطار في رمضان امر غريب! فكيف يمكن الاستدلال على الطبيب 'الحاذق' من غير الحاذق في رمضان؟! وهل تجوز الاستعانة بنصائح طبيبة مسلمة ان كانت حاذقة، ام ان الحذاقة في مثل هذه الامور مقتصرة على الرجال؟ وما هو حكم الطبيب الحاذق غير المسلم؟
اسئلة نرجو من الدكتور الزبيد الاجابة عنها.
***
ملاحظة:
بإمكاني الجزم بان 90% من موظفي الدولة وشركاتها هم من الصائمين عن الطعام والشرابِ وبإمكاني الجزم بطريقة اكثر قوة، ومن واقع زياراتي في هذا الشهر لمختلف الادارات والهيئات الحكومية، ان 90% من هؤلاء يتركون اعمالهم قبل انتهاء الدوام بساعة كاملة على الاقل، هذا اذا داوموا!! ألا يعتبر هذا التصرف تعديا على حق المواطن والدولة؟