العالم الكوني ومجلة 'العالمية
تقول النكتة ان أحد المدرسين أراد إنجاح أحد الطلبة واسقاط الآخر، فسأل الأول عن اسم دولة المليون شهيد، فقال انها الجزائرِ فطلب من الثاني ذكر أسماء المليون شهيد!
* * *
قامت مجلة 'العالمية' لسان الحال 'الثاني' لجمعية الإصلاح، فرع الإخوان المسلمين، التي تصدر عن الهيئة الخيرية الإسلامية، وهي الهيئة التي استطاعت اقناع الأمانة للوقف بالتبرع لها بمبلغ نصف مليون دينار فقط لبناء صالة استقبال كبار الزوار في مبناها العتيد، بنشر مقابلة مع عالم الجيولوجيا السيد زغلول النجار، الذي اطلقت عليه لقب 'العالم الكوني'! تضمنت المقابلة الكثير من الأمور التي وجب التصدي لها لكي لا تمر دون تعليق.
ركزت المقابلة أولا على ما بذله ويبذله السيد النجار من جهود عظيمة في مجال الدعوة عبر التبشير بالآيات الكونية وصور الاعجاز العلمي في القرآن الكريمِ ووصفت المقابلة السيد النجار بانه محمد متولي شعراوي هذا الزمان.
بالعودة الى آخر مقابلة صحفية أجريت مع متولي شعراوي قبل وفاته نجد انه حذر كافة الدعاة من خطورة الربط بين الاكتشافات والمعارف العلمية الحديثة والآيات القرآنية.
ومكمن الخطورة، برأيه، يعود الى ان العلم متغير ومتجدد، ولا يجب بالتالي ربطه بأمور غيبية ثابتةِ فمن الممكن ان نورد تفسيرا دينيا لظاهرة كونية معينة ثم تتغير حقائق هذه الظاهرة من الناحية العلمية، ويصبح ربطنا السابق لها بآيات معينة غير ذي معنى.
وعليه، من الغريب ان نرفع من قدر شخص ما بنسبته لشخص آخر، ويقوم هذا الشخص بفعل خلاف ما دعا له أستاذه!.
كما ذكر السيد زغلول انه شارك في مؤتمر علمي للاعجاز العلمي عقد في بداية التسعينات من القرن الماضي في روسياِ وانه استطاع بعد انتهاء المؤتمر اقناع 37 عالما من مختلف انحاء العالم باعتناق الدين الإسلامي! ونتمنى ان تقوم مجلة 'العالمية' بنشر اسماء وعناوين هؤلاء العلماء وبريدهم الالكتروني لكي نتمكن وغيرنا من الاتصال بهم والاستفادة من آرائهم في مناقشاتنا مع الغيرِ علما بان ابقاء أسماء وعناوين هؤلاء العلماء طي الكتمان ليس في صالح أحد، والعكس هو الصحيح.
وذكر العالم الكوني السيد زغلول النجار انه لاحظ اثناء عمله في السعودية، خلال حرب تحرير الكويت، استعلاء الجنود الغربيين هناك وتحديهم لمشاعر الناس بشكل سافرِ ففكر في طريقة للتصدي لهم وقام اثر ذلك بتنظيم محاضرات تناوب هو وغيره من الأساتذة عليها كانت ثمارها دخول عشرين الف جندي غربي الى الاسلام!.
وذكر السيد زعلول انه قام بتسجيل اسماء وعناوين وارقام هواتف هؤلاء الجنود وأرسلها الى مختلف المراكز الاسلامية في دول الغرب!.
وحيث ان المقابلة نشرت في مجلة 'العالمية' (عدد اغسطس 2002) وهي مجلة كويتية رصينة تتبع فكر ومنهج الاخوان المسلمين، فإن من حقنا، والأمر يتعلق بنا بحكم انتمائنا الديني، طرح التساؤلات التالية:
أين وكيف ومتى تم تجميع عشرات آلاف الجنود الاميركيين، والمنطقة كانت على شفير الهاوية، والتوتر العسكري في ذروته، بحيث استطاع السيد زغلول ومساعدوه إقناع 20 الف جندي اميركي بدخول الاسلام؟ علما بأن الأمر يتطلب احيانا التحدث لأكثر من الف شخص ولساعات طويلة جدا لكي يمكن إقناع نسبة بسيطة جدا بتغيير دينها؟!.
ولماذا نتشدق دائما بإنجازاتنا وانتصاراتنا عندما يكون الطرف الآخر اميركيا وغربيا، ولا نهتم بالأجناس الأخرى، ونصر في الوقت نفسه على لعن هؤلاء وشتم أولئك؟.
لماذا تم الاكتفاء بارسال اسماء وعناوين وأرقام هواتف هؤلاء العشرين الف جندي غربي، ممن قاموا بتغيير دينهم وأصبحوا مسلمين، الى المراكز الاسلامية في الغرب، ولم يتم ارسالها الى المراكز الاسلامية في الكويت مثلا؟.
إذا كان السيد زغلول ومساعدوه يمتلكون كل هذه القدرات العجيبة على إقناع 20 الفا من الجنود الغربيين لدخول الاسلام، وبينهم نسبة كبيرة من العلماء والخبراء في التجهيزات العسكرية والتموين والصواريخ والأسلحة الجرثومية والحروب الكيماوية والطيارين وخبراء المدافع، ومن خريجي أعرق الجامعات والمعاهد العلمية والعسكرية المتقدمة، فما هو إذا عدد الأشخاص الذين يمكن تحويلهم الى الاسلام من شعوب دول العالم الثالث والرابع والخامسِِ ولماذا الانتظار؟.