شرش الزلوع
اصدر عدد من العلماء وخطباء المساجد بيانا استنكروا فيه التعليمات الصادرة عن وزارة الاوقاف والمتعلقة بمنع الدعاء على اليهود والنصارى من فوق المنابر.
وأعترف، بأنني وللمرة الاولى، أتفق مع هؤلاء العلماء والخطباء في ما ذهبوا اليهِ وأؤيد مطالبتهم بضرورة مراعاة حرمة منبر الجمعة وحشفظ دوره في توعية المسلمين بدينهم وتحذيرهم من مكائد اعدائهم، وبالذات من اليهود، والنصارى، فهم اعداؤنا ويجب الحذر بالتالي من مكائدهم، خصوصا في هذا الزمن الذي تداعت فيه الامم علينا وتكالبت علينا المحن، كما جاء حرفيا في بيان علمائنا وخطبائنا.
وحيث ان القرار قد استقر على هذا الامر، فمن صحيح الايمان ان نبدأ نحن والعلماء والخطباء بأنفسنا، قبل ان نطلب من الغير الوقوف معنا، فالفعل اقوى بكثير من القول، والدعاء لا يكفي احيانا، ويجب ان نقرنه بالفعل ونقوم باتخاذ الاجراءات التالية:
أولا ـ التوقف فورا عن استعمال كل ما قام اليهود والنصارى بصناعته من سيارات وطائرات ومركبات انشائىة ومختلف وسائل المواصلات والاتصال الحديثة، ويمكن الاستعاضة عنها بالعودة الى وسائل وادوات النقل القديمة، خصوصا انها كانت تمتاز برخص ثمنها وقلة تكلفة الاحتفاظ بها، اضافة الى انها كانت وسيلة لقضاء مآرب اخرى.
ثانيا ـ الاجتماع في مكان عام، وليكن ساحة العلم او سوق السمك واشعال نار عظيمة والتخلص من كل ما بحوزتنا من 'بيجرات' وهواتف نقالة سويدية وفنلندية وفرنسية واميركية بالقائها في النار وبئس المصير.
ثالثا ـ الغاء كافة الترتيبات والتحضيرات المتعلقة بسفرنا صيف هذا العام الى شمال الكرة الارضية وغربها، والاتجاه بدلا من ذلك جنوبا وجنوب شرق، إما راجلين او بمركبات ووسائل نقل من غير صنع يهودي او مسيحي، ولا بأس ان كانت من صنع بوذي او هندوسي.
رابعا ـ الاتفاق، بالتعاون مع وزارة الصحة، على رفض كل ما له علاقة بالادوية الغربية، والقيام من فورنا بإتلاف كل ما في صيدلية المنزل من ادوية وامصال واقراص تتعلق بأمراض القلب وتصلب الشرايين وضغط الدم والسكري وآلام المفاصل ومختلف انواع الحساسية الجلدية وضيق التنفسِ كما علينا التوقف ايضا عن استعمال قطرات العين والانف ومختلف المسكنات والمهدئات الاخرى، ويجب على 'البعض' منا، وما اكثر هذا البعض، التوقف عن الاستعانة بالادوية والمنشطات والمقويات الجنسية، والاستعاضة عنها بتناول عصائر 'شرش الزلوع' اللبناني، شريطة ان تكون من مناطق تقع ضمن القرى ذات الاغلبية الاسلامية في لبنان وسورياِ كما يمكن الاستعانة بالمشعوذين من السحرة والدجالين لزيادة قدراتنا الجنسية.
وغني عن القول الاصرار على لعن اليهود والنصارى، والاصرار في الوقت نفسه على استعمال واستهلاك ما يقومون بإنتاجه واختراعه وصناعته من ادوات ومواد وادوية ومنشطات جنسية.
خامسا ـ التوقف عن استعمال كافة اجهزة التبريد والتكييف واستبدالها بمهاف (مراوح يدوية) من صناعة محلية نتغلب بها على درجة حرارة سيبلغ متوسطها 48 درجة في الظل في الاشهر الثلاثة المقبلة، كما يمكن اللجوء للبرم، (جمع: برمة) والحبوب، (جمع: حب) وهي اوان مصنوعة من الطين او الفخار البلدي الرخيص، باستيرادها من ايران لزوم تبريد مياه الشرب.
سادسا ـ اغلاق كافة المستشفيات التقليدية العامة والخاصة، والاكتفاء بمستشفى الطب الاسلامي، وقسم العلاج بالطب الصيني في المستشفى الصدري.
سابعا ـ التوقف من فورنا عن الاعتماد على الاسلحة والمعدات الحربية المصنوعة من قبل اليهود والنصارى، فمن غير المعقول ان نلعن الجماعة ليل نهار، ونستعين في الوقت نفسه بهم وبأسلحتهم في الدفاع عن انفسنا ضد اخوتنا في العروبة والاسلام.
حيث ان القائمة طويلة وربما لا ابالغ ان ذكرت ان صفحات كافة صحفنا اليومية سوف لن تكفي لسردها، فإنني سأكتفي هنا بذكر المطلب الاخير:
ثامنا ـ الغاء عقولنا!!
أحمد الصراف