اوقفوا هذا العبث
كعادتنا في اخضاع المخترعات الجديدة لخدمة أمزجتنا، وللتنفيس من خلالها عن أمراضنا النفسية الدفينة، والانحراف بتلك المخترعات عن الهدف الحقيقي الذي صنعت أو صممت من أجله، انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة إرسال واستقبال الرسائل القصيرة عن طريق الهواتف النقالة التي تتضمن صورا أو نكاتا قصيرة تحمل الكثير من المعاني والأفكار العنصرية والطائفية البغيضةِ وساهمت الكثير من تلك النكت في ترسيخ مفهوم التفرقة بين أفراد الشعب الواحد من جهة، وبينهم وبين الوافدين من جهة أخرىِ وأكثر النكت انتشارا هي التي تسخر من هذه القبيلة أو تلك الطائفة أو من شعب معين.
كان الممكن غض النظر عن هذا الاسلوب الغريب في التسلية لو لم تتطور المسألة مؤخرا، وتنحو منحى خطيرا يهدد الوحدة الوطنية، وذلك عندما أصبحت غالبية تلك النكت تركز ساخرة على الاختلافات الطائفية والدينية بين فئات المجتمع، وتحط من قدر قبيلة أو قبائل معينة.
من واجب كل فرد منا رفض مثل هذه الرسائل الهاتفية القصيرة، والطلب من معارفنا واصدقائنا، ممن دأبوا على إرسال مثل هذه الرسائل، التوقف عن ذلك فورا، فالضرر الأمني والإنساني والنفسي الذي تسببه مثل هذه الرسائل القصيرة التي تتضمن نكتا عنصرية ودينية وقبلية أكبر بكثير مما نتصور، ولا نبالغ ان قلنا انها تشكل خطرا على أمن البلاد القومي.
نعود ونذكر القراء بأن واجب وقف مثل هذا العبث يقع عليهم أولا وأخيرا، وليس على من نعتقد بأنهم وراء نشر مثل هذه النكت العنصرية والطائفية.
ان تأسيس الجمعية الكويتية للصداقة جاء من منطلق محاربة مثل هذه الممارسات الاجتماعية المنبوذة، ولهذا ندعو كافة أعضاء الجمعية للمساهمة في القضاء على هذه الظاهرة الخطيرة، والدعوة لوقفها، والبدء بأنفسهم ليكونوا قدوة للآخرين.
أحمد الصراف