أين لجان وجمعيات حقوق الإنسان؟
نتباهى أمام العرب والأجانب بالكثير مما في بلدنا من تقدم وعمران وخير ووسائل نهضة ورفاهية متنوعةِ وربما تكون الحياة، أو الأجواء الديموقراطية التي نعيشها، مقارنة بالدول الخليجية والعربية الأخرى، من أكثر الأمور مدعاة للفخر للفرد أو للمجتمع الكويتي.
ولكن الديموقراطية لا تعني شيئا أبدا ان لم يكن لحقوق الإنسان المكان الأكثر تميزا فيها وفي من يمارسها.
'تاريخيا' فقط، لم تقصر الحكومة ولم يقصر أفراد الشعب في اختيار مختلف أدوات ضمان حقوق البشر في الكويت، فلدينا صحافة حرة نسبيا بامكانها كشف مختلف انواع المظالم، وتعمل في الوقت نفسه كأداة ردع للكثير من الانحرافاتِ كما ان لدينا مجلسا نيابيا مهمته الاساسية مراقبة السلطة التنفيذية من مغبة سوء استغلال سلطاتها والبطش في الناسِ كما توجد في المجلس النيابي لجنة برلمانية دائمة تهتم، أو هكذا تدعي، بحقوق الإنسانِ ولدينا كذلك جمعية لحقوق الإنسان، وأخرى للصداقة مع مختلف الشعوب، اضافة الى مجموعة اخرى من لجان الصداقة مع هذه الدولة أو تلكِ كما لم تتردد الكويت، ومنذ استقلالها، عن المشاركة في الصياغة والتوقيع على مختلف المواثيق والعقود والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الانسان، مواطنا ومقيماِ ولم تقصر وزارة الشؤون في الدفاع عن كل من لجأ اليها مطالبا باستعادة حقه من كفيله أو صاحب عمله من أي تصرف تعسفي.
ولكن يبدو، كما يقول المثل المصري، ان 'الحلو ما يكملش'، فقد ابتلينا في الفترة الاخيرة ومن خلال مجموعة من هواة السباق، وبينهم عدد كبير من شباب الأسرة الحاكمة، بهواية أطلق عليها زورا وبهتانا 'رياضة سباق الهجن'، التي أصبحت تكتسب شعبية كبيرة يوما بعد يوم بسبب اهتمام الكبار بها، الامر الذي دفع مجموعة من المجاملين والمطبلين للانضمام والتزمير والتصفيق لها، وليكونوا 'جمهورا غفيرا' نراهم ملء الاسماع والابصار في الصور وعلى شاشات التلفزيون، بعد ان اصبحت وسائل الإعلام الرسمية، التي يتولى مسؤوليتها السياسية واحد من أكثر المغرمين ب'رياضة سباق الهجن'، تكرس الساعات الطوال لنقل وقائع تلك السباقات حية على الشاشة الصغيرة.
ان تأسيس الجمعية الكويتية للصداقة جاء من منطلق محاربة مثل هذه الممارسات الاجتماعية المنبوذة، ولهذا ندعو كافة أعضاء الجمعية للمساهمة في القضاء على هذه الظاهرة الخطيرة والدعوة لوقفها والبدء بأنفسهم ليكونوا قدوة للآخرين.