الحقيبة الملعونة
قمت في منتصف الثمانينات برحلة حول العالم مع الصديقين يعقوب الجوعان والمرحوم احمد النوريِ انطلقنا من الكويت عبر الخليج والى مدن دول شرق آسيا، ثم عبرنا المحيط الهادي الى هاواي واستقر بنا المقام لفترة في مدينة ميامي بولاية فلوريدا الاميركية.
في طريقنا الى المطار للتوجه الى محطتنا التالية، وكانت اسبانيا، تذكرت أنني نسيت واحدة من أحلى وأغلى ملابسي في الفندق بعد ان سلمتها للتنظيفِ لضيق الوقت تعهد مضيفنا بأنه سيقوم باستلامها من الفندق بنفسه وارسالها الى الكويت عن طريق ال 'dhl'ِ ولكن اقترحت عليه ارسالها الى صديق اميركي يعمل مديرا كبيرا في أحد مصارف نيويورك، والذي ينوي زيارة الكويت قريبا ليحضرها معه.
عند وصولنا الى 'كوستا دل سول' في اسبانيا تبين ان حقيبة ملابسي لم تصل، وبعد انتظار دام ثلاثة أيام أعلمتنا شركة الطيران بأن الحقيبة قد فقدت الى الأبد، وإن علي التصرف على هذا الاساسِ حزنت على فقد الحقيبة فقد كانت تحتوي على الكثير من الهدايا القيمة، ولكن شعرت، من جانب آخر، ببعض العزاء بعد أن تذكرت بأن 'بدلتي' الغالية سلمت من الضياع.
بعد أربعة اشهر بالتمام والكمال وصل صديقنا الاميركي الى الكويت قادما من نيويورك، وقام بالاتصال بي ليخبرني بأنه احضر ملابسي معه فذهبت الى فندق الشيراتون للقائه وتناول وجبة الغداء معه كعادتناِ غادرت الفندق في الرابعة عصرا، متأبطا 'بدلتي' العزيزة والغالية، والتي كانت قطعة الملابس الوحيدة التي سلمت من تلك الحقيبة اللعينة، وفردتها على ارضية صندوق السيارة الخلفي ونسيتها هناك لأكثر من شهرين ولم أتذكرها الا بعد ان فتحت الصندوق يوما ما لأضع فيه مشتريات الجمعية، وهنا فوجئت بأن علبة زيت فرامل السيارة التي كانت في الصندوق قد انسكبت بكاملها على البدلة المصنوعة من الحرير الخالص مما أدى إلى تلفها تماما.
وهكذا أبت تلك 'البدلة' الا أن تلحق ببقية محتويات الحقيبة المفقودة.
أحمد الصراف