لماذا نقف مع الهارون؟
لا شك ان مجتمعنا الكويتي قد اعترته تغيرات عميقة في السنوات القليلة الماضية، وذلك كنتيجة طبيعية لدخوله خلال هذه الحقبة في زمرة المجتمعات الساعية نحو التطور، والتي جرفتها قارعة الثورة العلمية والتكنولوجية التي زلزلت العالم، فأحدثت به وبها ما أحدثته من تغيرات عميقة في الثقافات والقيم والمعتقدات.
(من تقرير وزارة التربية، مراقبة الخدمات الاجتماعية، منطقة الأحمدي)
¹¹
قامت وزارة التربية قبل سنتين، وبدعم مالي من شركة الاتصالات الوطنية، بنشر دراسة تعلقت بنتائج تأنيث مدارس المرحلة الابتدائية للأطفال الذكور من عمر السادسة وحتى العاشرةِ وتبين من التقييم النهائي والأخير لتلك الدراسة التي استمرت لفترة سنتين، وبعد مرور ما يقارب الثلاثين عاما من بداية التطبيق على مدرسة بنين واحدة، ان التجربة ناجحة وبكافة المقاييس، وان من المهم جدا وضعها موضع التطبيق وبصورة نهائية وشاملة في كافة مدارس الأولاد في الكويت بدون استثناء، وهذا ما حدث بالفعل قبل فترة.
تعرضت هذه التجربة الرائدة، ولا تزال تتعرض، لمختلف الانتقادات بالرغم من ان تفضيل قيام المرأة بتدريس النشء في سنوات عمرهم الأولى قد أصبح أمرا مستقرا ومأخوذا به في مختلف دول العالم، والمتقدمة منها بالذات، لكون المرأة الأقدر والأكثر صبرا وفهما لعقلية الطفل الصغير، ذكرا كان أم أنثى.
تركزت الانتقادات على الأمور التالية:
1 ـ ان تأنيث مدارس الأولاد يسلب المدرسين الرجال فرص عمل عديدة!
وهذا الانتقاد ان صح فهو يصح في المجتمعات ذات الكثافة السكانية العالية والتي تتفشى فيها البطالة بين الرجال، ولا تنطبق هذه الحال على الكويت.
2 ـ ان سيطرة المدرس الرجل على الأولاد أكثر من سيطرة المدرسة المرأة!
من الواضح ان هناك مبالغة في هذا التخوف، وكأننا نصور أبناء المرحلة الابتدائية الذين يبلغ متوسط أعمارهم ثماني سنوات، وكأنهم من رجال العصابات.
3 ـ ان تأنيث مدارس الأولاد الابتدائية له أثره على شخصيات التلاميذ وسلوكياتهم بالطابع الأنثوي!
وهذا أيضا مردود عليه، ولا أعتقد ان من صالحنا ذكره، فالذين انتصروا علينا، وبزونا في كافة المجالات، كانوا في غالبيتهم ممن تعلموا على أيدي مدرساتِ علما بأن المرأة دخلت في مهنة التدريس، وفي عدد من الدول المتقدمة، منذ أكثر من قرن من الزمان، كما بينت دراسة وزارة التربية والتي تركزت على مدارس مناطق الأحمدي هذه الحقيقة، والدراسة موجودة لدينا لمن يود الاطلاع عليها.
اننا على ثقة بأن قوى التخلف ستقوم، وفي أول فرصة تسنح لها، بتقويض هذا النظام الدراسي المتقدم واستبداله بالنظام البالي القديم تحقيقا لرغبات جمعية المعلمين التابعة لجمعية الإصلاح التابعة بدورها للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين.
ومن أجل تجنب حدوث هذا الخراب، ولعشرات الأسباب الأخرى، فإننا نقف مع السيد مساعد الهارون في الحرب المعلنة عليه من قبل تلك القوى.
أحمد الصراف