من لحامد قرضاي؟
توقفت فجأة طبول الأحزاب عن القرع، وتوقف معها نشر الإعلانات وتوزيع المناشير والبوسترات التي كانت تحتويها الصحف المحلية، او التي كانت تلصق في كل مكان، والتي كانت تبين أطفالا مرضى بأسمال بالية، ونساء عاجزات ثكالى، ورجالا بأطراف مقطوعة أو مصابة، ونداء مكتوبا بخط أحمر كبير 'من لهؤلاء الأفغان المسلمين؟'.
لقد كانت أفغانستان دولة مسلمة قبل طالبان بقرون عديدة، ولا تزال أفغانستان، وبعد انهيار حركة طالبان، دولة مسلمة ولم يتغير فيها شيء يتعلق بالدين، فلماذا إذا توقفت حملات جمع التبرعات لمواطني تلك الدولة المنكوبة؟ وأين ذهبت مئات ملايين الدولارات التي قامت جمعيات الاحزاب الدينية بتجميعها طوال سنوات باسم هؤلاء التعساء بحجة صرفها على توفير الطعام والعلاج والمأوى للملايين منهم، والذين لا يزال الجوع يتهددهم والفقر ينهشهم والجهل يسودهم، ومختلف الامراض تفتك بهم في المدن والقرى ومخيمات اللاجئين المنتشرة هنا وهناك في طقس قارس البرودة لا يرحم أحدا؟
ان الافغان بأمس الحاجة اليوم لكل مساعدة تقدم لهم، ولكننا نعلم جيدا ان 'الجماعة' على غير استعداد لتقديم اي شيء في هذه الظروف، وهذا يبين بوضوح ان كل تلك المساعدات كانت لأسباب وأهداف وأغراض سياسية، ولم تكن يوما تهدف لخير الشعب الافغاني ورفع مستواه المعيشي.
وعليه، كان على جهة ما ان تتحرك وتقول: 'من لك يا حامد قرضاي؟' ومن لشعبك الافغاني المسلم المسالم؟ وان لا خير في مساعدة متى ما كانت مشروطة أو مقتصرة على جزء من شعب ومسخرة لخدمة هدف أو أهداف حزبية معينة!.
ومن هذا المنطلق اجتمعت مجموعة من الدول المتقدمة، وعلى رأسها أميركا ودول السوق الاوروبية المشتركة واليابان، وبعض الدول العربية، وتعهدت بالمساهمة بأربعة مليارات ونصف المليار دولار لمشروع تعمير وتنمية أفغانستان في السنوات العشر المقبلة.
من حقنا ان نتساءل عن مصير ملايين الدولارات التي ادعت 'جمعياتنا' بانها لم تجمعها الا لصرفها على افغانستان، وعلى شعبها! كما ان من حقنا ان نتساءل عن مصير مليارات الدولارات التي حصلت عليها حكومة حركة طالبان من بيعها لمنتجاتها من مخدرات الأفيون!.
لكننا نعلم جيدا ان لا احد سيجيب عن تساؤلاتنا، فالجواب مر في جميع الحالات، ومخجل ومؤسف في احسن الحالات.
ملاحظة:
تسبب تاجر مخدرات حقير قبل شهر في وفاة أكثر من 15 شخصا بسبب قيامه، حسب مصادر وزارة الداخلية، بخلط مادة الهيرويين المخدرة بالرمل! وحتى تاريخه لم نتعرف حتى على الحروف الاولى من اسم هذا المجرم، ولم توجه له التهمة بشكل رسمي، ولم يطلق سراحه لعدم كفاية الأدلة! فهل في الأمر شيء لا نعرفه؟
أحمد الصراف