عمرو خالد والحاج متولي
في مبادرة تدل على مدى ما نتمتع به من 'تطور' واضح يواكب حضارة العصر قام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الذي كنا نأمل منه تشجيع الثقافة ورعاية الفنون والاهتمام بالآداب، باستضافة الداعية المصري عمرو خالد لالقاء محاضرة عن عذاب القبر وكيفية فهم الآخرة والفوز بها!! واختتم محاضرته التي استمرت قرابة ساعتين بالدعاء حتى انهمرت دموع معظم المتواجدين!.
وذكرت الاخبار الصحفية ان الازدحام الشديد والحشود الضخمة أجبرت الداعية عمرو خالد لدخول قاعة المحاضرة من الباب الخلفي مرورا بمجموعة من المخازن!!.
من المؤسف حقا أن تقوم وزارة الاعلام، ممثلة بالمجلس الوطني المعني مباشرة بقضايا الثقافة والفن والأدب، بدعوة من يدعو لتغييب العقل بصورة رسمية لزيارة الكويت والقاء محاضرات فيها تتعلق بعذاب القبر، وذلك ضمن احتفالات الكويت بكونها عاصمة الثقافة العربيةِ ويبدو ان من قام باختيار الكويت عاصمة للثقافة كان على علم بأن الخاتمة ستكون على هذه الشاكلة.
بين هذا الحدث أن هناك خللا في العقل الجمعي العربي والاسلامي بصورة عامة، بحيث يتمكن خطيب ديني من إجبار أعداد هائلة من البشر على الزحف للاستماع الى محاضرة تتعلق بعذاب القبر، وينجح في استدرار دموع مستمعيه من المواطنين والمقيمين بعد سماعهم لأدعيته، وهي الجماهير نفسها التي لم تتمكن كل المآسي والكوارث والهزائم التي مررنا بها من استدرار دمعة واحدة من مآقيهم، طوال نصف القرن الآخير، على الاقل، من الزمن.
أعترف بأنني شاركت الجماهير التي استمعت لمحاضرة الداعية عمرو خالد في بكاءها ونحيبها، ولكن بكائي كان بسبب ما وصلت اليه حالنا من تخلف وترد.
إن ترحيبنا وسعادتنا بالداعية عمرو خالد لا يختلفان كثيرا عما أبديناه من حرص شديد على متابعة ومناقشة والاستمتاع بمسلسل 'الحاج متولي'!!.
ويا أمة ضحكت من جهلها الأمم.
أحمد الصراف