التودد للشرذمة
وصف السيد عبدالله العلي المطوع رئيس مجلس ادارة جمعية الاصلاح، ورئيس اركان الاخوان في الكويت، وفي اول رد فعل على مطالبات بعض الكتاب بفرض قيود على الطريقة الغامضة التي تقوم بها الاحزاب الدينية المسيسة بجمع وصرف الاموال الخيرية، بانهم 'شرذمة' من اصحاب الاقلام والافواه المشككة!.
وما ان عرف الجميع ما كانت ولاتزال تمثله هذه الاحزاب الدينية من خطورة على أمن الكويت وما اتخذته الحكومة، او ما نأمل ان تتخذه، من خطوات جادة في سبيل الكشف عما يكتنف عمل هذه الجمعيات من سرية وغموض بسبب فاحش ثرائها وعدم رغبتها في ان يعرف أي طرف طريقة تصرفها في هذه الاموال، حتى اصبح زعماؤها من اكثر الجهات حبا في التعاون مع الحكومة ومراضاة لها، فقد اكد السيد عبدالله العلي المطوع ل 'القبس' (6/10) ان الجمعيات الخيرية سلمت وزارة الشؤون كشوف حساباتها في الداخل والخارج!! ولكن صدر نفي من قيادي بارز في وزارة الشؤون بعدم صحة هذا الامر.
كما صرح السيد المطوع بان الحكومة لا يمكن ان تفرض على الجمعيات صرف 70 في المائة من اموالها في الداخل و30 في المائة في الخارج، وان هذا الموضوع لم يطرح اصلا لا مع الجانب الحكومي ولا من جانب الجمعيات!! وهذا كلام يفتقر الى الدقة فهو يعني عدم صدق كل ما قيل وذكر وصرح به للصحف في الايام العشرة الاخيرة بخصوص هذه النسبة، وكان اخر تلك التصريحات ما صدر عن السيد طارق العيسى، وهو رئيس جمعية احياء التراث، وهي جمعية منافسة لجمعية الاصلاح وتختلف معها بصورة جذرية، من رأي يتعلق بعدم شرعية تحديد مثل هذه النسبة، فكيف يمكن ان يفتي طرف بعدم الشرعية، ويفتي آخر بان الامر لم يبحث ولم يناقش سواء مع الحكومة او بين الاحزاب الدينية نفسها؟
وقال السيد عبدالله المطوع إن اللجنة تسعى للتعاون مع الحكومة دون تحفظ!! ولا ندري اين كان هذا التعاون في السنوات الثلاثين الماضية ولماذا لم يقم هو أو أي من رؤساء الجمعيات الدينية الاخرى بتطبيق قوانين الشؤون، والامتناع عن انشاء عشرات الفروع غير المرخصة في مختلف المناطق السكنية والتجارية وتكوين عشرات اللجان والمساهمة في مختلف المشاريع التجارية ومخالفة كل قانون وعرف!!.
كما كرر السيد العلي اسطوانته المشروخة نفسها المتعلقة بمطالبة المشككين من امثالنا بتقديم ادلة على ان اموال الجمعيات قد ذهبت لتمويل الارهاب!!
ويعلم كل عاقل استحالة التحقق من هذا الامر، وربما لهذا السبب يطالب السيد المطوع به، لضخامة المبالغ التي قامت الجمعيات بتحويلها للخارج، وعلى مدى اكثر من ثلاثين عاما، وتشعب وتعدد الاطراف التي تم تحويل هذه المبالغ لهاِ والاسهل بطبيعة الحال ان تقوم الجمعيات بالكشف عن دفاترها والالتزام بالخلق الطيب منذ اليوم الاول لقيامها بعملية جمع التبرعات والعمل في جو اكثر شفافية ووضوحا وخاصة من جمعيات عليها صفة 'دينية خيرية'!!
واخيرا صرح السيد المطوع بانه يرفض الاتهام والتشكيك، كما صرح بان ابواب جمعيته مفتوحة للجميع!! وهذا انقلاب لم نتوقعه من ابي بدر، فقد اصبح الآن يرحب بزيارة من سبق وان وصفهم قبل ايام فقط ب'شرذمة' مشككة من اصحاب الاقلام!! فسبحان مغير الاحوال!!
أحمد الصراف