رفع المعاناة عن المسلمين في 'العالم' (1)
أعلن النائب صالح عاشور عن تلقيه لموافقة مبدئية من قطب حكومي لشهر جمعية 'خيرية' تعنى بشؤون أبناء المذهب الجعفري وخاصة في ما يتعلق بتحصيل الخمس والزكاة من الشيعة وايصالها لمستحقيهاِ وصرح كذلك بأن الهدف من شهر الجمعية هو 'لتأطيرها' قانونيا، علما بأن نشاطها قائم منذ عام 92، حيث أخذت على عاتقها 'مسؤوليةرفع معاناة المسلمين في العالم' (!).
من المهم، ربما من غير المهم، ان اذكر هنا أنها المرة الأولى التي أسمع فيها بوجود مثل هذه الجمعيةِ كما من المهم ايضا أن أبين أن ما سأكتبه هنا هو كلام مجرد من كل تحيز بغيضِ فاذا كان لدى القارئ أو القارئة أي شك في ذلك فبمقدوره بالطبع الانتقال لقراءة أي موضوع آخر قد يراه أكثر فائدة له.
* * *
من المؤكد أن هناك نوعا ما من التفرقة في المعاملة بين أصحاب المذاهب والأديان من الكويتيينِ وكلما زاد التطرف الديني لأصحاب أو مديري الشركات والمؤسسات الخاصة أو الجهات الحكومية زادت حدة الموقف من أصحاب المذاهب والأديان المخالفة لمذهبهم أو دينهمِ ونستطيع ان نتبين ذلك في عشرات، لا بل في مئات، الجهات التي تمنع أنظمتها الداخلية تشغيل المنتمين لغير مذهب محددِ كما تمنع أنظمتها غير المكتوبة تقديم المساعدات الانسانية والاجتماعية لغيرهم.
ومن خلال استعراض أسماء مسؤولي وموظفي قطاعات عمل كبيرة نلاحظ خلوها من أسماء محددة، وهذا الأمر لم يحدث مصادفة، بل تم بموجب أنظمة غير مكتوبة ولكن متفق عليها.
إنني لا أتكلم هنا عن تجربتي الشخصية بل عن معاناة قطاع كبير جدا من المواطنينِ وعليه، وبالرغم من بغضي الشديد لكل سياسة أو قرار أو مشروع ذي صبغة دينية او طائفية محددة إلا أنني، وفي بحر التطرف والعنصرية والتفرقة الذي نعيش فيه، أجد نفسي أكثرميلا لتأييد ما يطالب به الكثيرون، ومنهم النائب صالح عاشور، من تأسيس جمعية تهتم بمصلحة ورفاهية قطاع كبير من المواطنين.
نكمل غدا.
* * *
ملاحظة:
ذكر الزميل محمد مساعد الصالح انه سني المولد شيعي الهوى أو المذهبِ وتضامنا مع هذا التسامح الديني الراقي، الذي نفتقده لدى الكثيرين، سواء من الساسة أو القياديين أو المصلحين أو الأساتذة (!!!)، فإني أعلن هنا انني شيعي المولد سني الهوى والمذهبِ ومن لا يعجبه فما عليه الا الذهاب لأقرب شاطئ بحر!.
أحمد الصراف